فتنفّس الصُّعداء وقال بحرارة يكاد شواظها يلفحني:
- الحمد لله.
قلت: على ماذا تحمد الله؟
قال: لو توسّط لدى أيوب خان، لرفضت الوساطة، وما خرجت من السجن، فالحمد لله أنكم لم تكلموا ذلك الطاغية بشأني.
قلت: ولكنّ الأستاذ سيّد قطب قبل وساطة الأخ المشير.
قال: أظنكم أحرجتموه فقبل هذه الوساطة الكريمة .. الأستاذ سيّد رجل حيي .. أمّا أنا، فما كنت لأقبلها، حتى لو أحرجتكم ..
ثم ودّعته محمَّلاً بدعواته وتحياته للأخ عبد السلام.
2 - موقفه من اللهجة العاميّة:
يتلخص في أن عواقب انتشارها خطيرة، وكلّ الدعوات إليها مريبة، وكلّ الداعين إليها مشبوهون، وكثير منهم ماسونيون يريدون تقسيم الدولة العربية الواحدة إلى دويلات، أو دولة فيها عدة لهجات تقوم مقام اللغات، وفي النهاية، يريدون أن يصبح القرآن الكريم غير مفهوم، ومن يريد فهمه، فليترجمه إلى عاميته، أو أن يتعلم لغة أجنبية، كاللغة العربية، ليفهمه، لأن تلك اللهجات بعيدة عن العربية الفصيحة، أو يفهمونه مترجماً إلى إحدى اللغات [1] .. إنه يحذر من استخدامها ومن الداعين إليها من المستشرقين والمستغربين.
3 - موقفه من شعر التفعيلة:
قَرَنَ اللواء خطاب بين الدعوة إلى استخدام العامية بالدعوة إلى [1] مجلة لواء الإسلام: 24/ 5 لعام 1970.