يُقبلوا على الوحدة العسكرية، وأن يضعوا تحت أقدامهم كل ما يحول دون تحقيقها، وإلا، فسيكونون بعد سنوات عبيداً في بلادهم، أو لاجئين في بلاد أخرى " [1].
كان البحث الأول فى هذا الكتاب بعنوان: (الوحدة العسكرية من التاريخ العربي الإسلامي)، وقد استهله بأن القاعدة الثابتة هي أن الشعب - كل شعب - لا يكون قوياً ما لم يكن موحَّد الصفوف والأهداف. والوحدة تجعل من الأمة قوة ضاربة لا تغلب من قلة أبداً، والفرقة تجعل من الأمة غثاء كغثاء السيل، لا قيمة لها في حرب ولا في سلام.
وضرب الأمثال على ذلك بألمانية، وإيطالية، والولايات المتحدة الأمريكية، ثم جاء إلى العرب عندما كانوا شراذم، وعندما جاء الإسلام ووحّدهم، صاروا قوة يحسب حسابها، تهابها أكبر إمبراطوريتين في ذلك الزمان: الفرس، والروم، وعندما تشرذموا ثانية واختلفوا، طمع فيهم الروم، وصار الطالب مطلوباً بسبب التفرق والانقسام .. وهكذا دواليك.
وفي العصر الحديث، احتلَّ المستعمرون بلاد العرب عام 1918 م وأقاموا الحدود والسدود بين الأقطار العربية، وشجعوا الروح الإقليمية والطائفية، وأشاعوا التحلل الخلقي، ونشروا مبادئ حضارتهم، وجعلوا العرب يشيحون عن تراثهم، وكان غزو فكري، ثم صنعوا إسرائيل في بقعة عربية مقدّسة، لتعينهم على إضعاف العرب، واستنزاف طاقاتهم، ولتكون قاعدة لهم أيام السلم والحرب، وأمدّوها بكلِّ أسباب القوة، ولهذا، لم يبق أمام العرب غير طريق واحد: أن يأخذوا حقوقهم بالقوة، وبالقوة وحدها، وسبيل القوة، هي الوحدة العسكرية بين العرب. [1] دراسات في الوحدة العسكرية العربية: ص 20.