responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 658
377 - أَمَةُ السَّلام، بنت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن شجرة، أُمُّ الفتح البغدادية. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ منها جماعة؛
رَوَتْ عَنْ: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين بْن حُمَيْد بْن الربيع.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى ابن الفرّاء، وجماعة.
تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة،
وكانت دَيِّنةً فاضلة.

378 - بَرْجَوَان الْأستاذ. [المتوفى: 390 هـ]
من كبار خُدّام الحاكم ومُدبِّرِي دولته، وإليه تنسب حارة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر رَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل رَيْدان فِي سنة ثلاثٍ وتسعين.

379 - جيش بْن مُحَمَّد بْن صمصامة، أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح. [المتوفى: 390 هـ]
وَلِيَها من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ثم وليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارًا ظالما سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة تسعين.
وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر دولة الحاكم قد جهّز القائد جيش بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا جميلا، ونَفَّذ عسكرًا لمنازلة صُور، وكان أهلها قد عصوا وأمَّروا عليهم رجلا يعرف بالعلاقة -[659]- الملاح، وجَهَّز أسطولاً فِي البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ بسيل الملك عدّة مراكب، فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريون بالروم، وأخذوا مركباً وهرب الباقون. ثم أخذت صور وأسروا العَلَّاقة وسُلِخَ حياً بالقاهرة. وولي أبو عبد الله الحسين ابن ناصر الدولة بن حمدان صور. ثم قصد جيش مفرج بن الجراج فهرب منه، ولحق بجبال طي. ثم انكفأ جيش إلى دمشق طالباً لعسكر الروم النازل على أفامية، فتلقاه عسكر دمشق وأحداثها، فأقبل على كبار الأحداث واحترمهم وخلع عليهم، وسار إلى حمص وأتته الأمداد والمُطَّوِّعة , وقصد الدَّوقس، لعنه الله، فالتقى الجمعان، فحملت الروم على القلب، فكسروه ووضعوا السيف، فانهزمت مَيْسرة جيش وعليها ميسور الصقلبي متولي طرابلس، وقتلوا نحو الألفين، واستولوا على خيامهم بما حوت. وثبت بشارة الإخشيدي في خمسمائة فارس، فَعَجَّ الخلقُ من حصن فامية بالدُّعاء واستغاثوا بالله. وكان الدُّوقس عظيم الروم على رابيةٍ وبين يديه ولداه وعشرة خَيَّالة، فقصده أحمد بن ضَحَّاك الكُردي على فرس جواد فظنَّه مستأمناً، فلما جازَ به طعنه الكُردي فقتله وصاح الناس: ألا إن عدو الله قُتِل، فانهزمت الرُّوم وتراجعت المسلمون فركبوا أقفِيتَهم قتلاً وأسراً، وألجأوهم إلى مضيقٍ في الجبل لا يسلكه إلا رجل، ومن جانبه بحيرة أفامية ونهر المَقْلوب، وأُسِر ولدا الدُوقس، وحُمِل إلى مصر من رؤوسهم عشرون ألف رأس، وألفا أسير.
ثم سار جيش إلى باب أنطاكية فسبى وغَنِمَ، ورَدَّ إلى دمشق وقد عظمت هيبته، فتلقاه الأعيانُ والأحداثُ، فبالغ في إكرامهم وخلع عليهم، ونزل بظاهر البلد، فحدثوه بالدخول، وكانوا قد زَيَّنُوا دمشق، فقال: معي العساكر وأخاف من مَعَرَّة العسكر أن يؤذوا، ونزل ببيت لِهيا، وأظهر العدل والإنصاف. وقدِمَ رؤساء الأحداث واستمالهم بكل وجهٍ حتى اطمأنوا. ثم أمر قواده بالتهيؤ والاستعداد لما يرومه، وهيأ رقاعاً مختومةً بخاتمه، وقَسَّم البلد وكتب لكل قائدٍ بذكر موضع يدخل منه ويضع السيف فيه. ورتب في حمام داره مائتين بالسيوف. وأمر الناصريَّ أحد خواصه بأن يراعي حضور الأحداث السِّماط، فإذا قاموا إلى مجلس غَسْل الأيدي أغلق بابه عليهم، -[660]- وأمر من رتب بالحَمَّام في ذلك الوقت بالخروج على حاشية الأحداث؛ لأن كل رئيس من الأحداث كان يركب في طائفةٍ من الأحداث بالسلاح. فلما فرغوا من السِّماط قام جيش إلى حجرته، ونهض أولئك إلى مجلس غسل الأيدي كعادتهم، فأغلق الفراشون عليهم، وهن اثنا عشر مُقَدَّماً، وخرج أولئك من الحَمَّام فقتلوا الأحداث، وكانوا نحو المائتين. وركب القواد ودخلوا دمشق بلا سيف، وثلموا الشُّرَف من كل جانب، وقتلوا وبَدَّعوا. وجَرَّد إلى المرج والغوطة القائد نصرون في أصحابه، وأمره بوضع السَّيف فيمن بها من الأحداث، فيقال: إنه قتل ألف رجل منهم فاستغاث أهل دمشق إلى جيش، وسألوه العفو والكَفَّ، فكف عنهم، ثم طلب الأشراف والأعيان فلما حضروا أخرج رؤساء الأحداث وضرب أعناقهم. ثم قبض على الأعيان، وحملهم إلى مصر، وأخذ أموالهم. ووظف على أهل دمشق خمسمائة ألف دينار، فيقال: إن عدة من قتله من الأحداث والشُّطَّار ثلاثة آلاف نفس. وكَثُر الدعاء عليه فأخذه الله تعالى. وكانت أيامه هذه تسعة أشهر.
قال ابن عساكر: حدثنا الإمام أبو الحسن بن المُسَلَّم عن بعض شيوخه أن أبا بكر بن الحَرَمي الزاهد صادف أحمالاً من الخَمْر لجيش فأراقها عند بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقةً، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك. فلما بلغ جيش فِي مرضه ما بلغ من الْجُذَام وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأنّ أهل دمشق كلهم رموني بالسهام فأخطأوني، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أنه ابن الحرمي، أصابته دعوته، وعاش ابن الحرمي بعده ستًا وأربعين سنة.

نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 658
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست