نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 5 صفحه : 69
132 - ت: خَلَف بْن أيّوب الفقيه أبو سَعِيد العامري البلْخيّ الحنفيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مفتي أهل بلْخ وزاهدهم وعابدهم.
أخذ الفقه عَنْ أَبِي يوسف، وقيل: إنّه أدرك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وتفقّه عَلَيْهِ، وقد سمع منه. ومن عَوْف الأَعْرابيّ، ومعمر، وإبراهيم بْن أدهم وصحبة مدة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن معين، وأبو كريب، وعلي بن سلمة اللَّبَقيّ، وجماعة.
وكان من أعلام الأَئِمَّةِ رحمه اللَّه تعالى.
وقد ليّنه ابن مَعِين.
وَقَدْ روى الترمذي له حَدِيثًا فِي بَابِ فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَصْلَتَانِ لا تجتمعان فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلا فِقْهٌ فِي الدين ". قال الترمذي: غريب، تفرّد بِهِ خَلَف. ولا أدري كيف هُوَ.
قَالَ الحاكم في تاريخه: سَمِعْتُ محمد بن عبد العزيز المذكر قال: سَمِعْتُ محمد بْن عليّ البيكَنْديّ الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ السبب لثبات مُلْك آل سامان أنّ أسد بْن نوح جدّ الأمير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعًا عاقلا، فتعجّبوا من حُسْنه وعقله. فقال لَهُ المعتصم: هَلْ في أهل بيتك أشجع منك؟. قَالَ: لا. قَالَ: فهل في أهل بيتك -[70]- أعقل وأعلم منك؟ قَالَ: لا. فما أعجب الخليفة ذَلِكَ. ثمّ بعد ذَلِكَ سأله كذلك فأعاد قوله، وقال: هلا قلت: ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ويحك ولِمَ ذَلِكَ؟. قَالَ: لأنّه لَيْسَ في أهل بيتي من وطئ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! فاستحسن ذلك منه، وولاه بلخ، فكان يتولى الخطبة بنفسه، ثم سأل عن علماء بلخ، فذكر لَهُ خَلَف بْن أيّوب ووصفوا لَهُ زُهده وعِلْمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلمّا رآه ترجّل وقصده. فقعد خَلَف وغطّى وجهه. فقال له: السّلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنّ هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبّه فيك. ثمّ ركب ومرَّ، فأخبر بعد ذلك أن أن خلف بن أيوب قد مرض فعاده، وقال: هَلْ لك من حاجة؟ قَالَ: نعم! حاجتي أنّ لا تعود إليّ، وإنْ مِتُّ فلا تُصلِّ عليَّ وعليك السّواد. فلمّا تُوُفّي شهِد أسد جنازته راجلا، ثمّ نزع السَّواد وصلّى عَلَيْهِ، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة في عقبك.
قَالَ عَبْد الصَّمد بْن الفضل: تُوُفّي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: هذا يوضح لك أنّ وفادة أسد بْن نوح لم تكن عَلَى المعتصم بل على المأمون إن صحّت الحكاية.
تُوُفّي خَلَف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 5 صفحه : 69