responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 5  صفحه : 262
13 - أحمد بن يوسف، أبو جعفر الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بني عجل.
كان أحد الأذكياء والأُدباء والشعراء، ولي كتابة الرسائل للمأمون.
حكى عنه ابنه محمد، وأحمد بن أبي سلمة، وعلي بن سليمان الأخفش ولم يدركه، وأبو هفان.
قال الخطيب: كان من أذكى الكُتّاب وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن، وكان فصيح اللّسان، حَسَن الخَطّ. قال: وبلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين. وهو القائل:
إذا قُلت في شيءٍ نعم فَأتِمَّهُ ... فإنَّ نَعَم ديْنٌ على الْحُرِّ واجب
وإلّا فَقُلْ لا فاسترح وأرِح بها ... لكيلا تقول الناس إنّك كاذب
أبو هفان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى للمأمون هدّية وكتب معها:
على العبد حقٌّ فهو لَا بُدَّ فاعِلُهْ ... وإنْ عظُم المولى وجلَّت فَوَاضلهْ
ألم ترنا نُهدي إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غِنًى فهو قابلُهْ
ولو كان يُهْدَى للمليك بقدْره ... لقصّر علُّ البحر عنه وناهلُهْ
ولكنّنا نُهْدي إلى مَن نُجِلُّهُ ... وإنْ لم يكن في وُسْعنا ما يشاكله
وله:
قلبيِ يحبّك يا مُنَى ... قلبي ويُبْغضُ من يحبك
لأكون فردا في هوا ... ك فليتَ شِعري كيف قلبُكْ؟

14 - أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، أبو العبّاس الكاتب الأحول. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكن لم يبلغ رتبة الفضل، وكان خبيرًا مدبِّرًا كريمًا جوادًا ذا رأيٍ ودَهاء، إلّا أنّه كانت فيه فظاظة وزعارة أخلاق، يقال: إنّ رجلًا قال له يومًا: لقد أعطيت ما لم يعطه رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. -[263]-
فقال: لئن لم تخرج ممّا قلت لأُعاقبنّك. فقال: قال الله تعالى لنبيه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حولك}، وأنت فظٌ غليظٌ وما ننفض من حولك.
يقال: إنّ أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقّت به الحال إلى الوزارة، وكان أبوه كاتبًا لوزير المهديّ أبي عُبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجُرجان مع الهادي. وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحَسَن بن سهل.
قال الصولي: حدثني القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: بعثني أحمد بن أبي خالد إلى طلحة بن طاهر فقال لي: قل له: ليست لك بالسواد ضيعة، وهذه ألف ألف درهم فاشتَرِ بها ضيعة، ووالله إن فعلت لتَسُرُّني وإنْ أبَيتْ لتُغْضِبني، فردّها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخْذُها اغتنام، والحال بيننا مرتفع عن أن يزيد في الودّ أخذُها أو ينقصه ردها، فما رأيت أكرم منهما.
قال: وحدثنا عون بن محمد قال: حدثنا أحمد بن رشيد قال: أمر لي أحمد بن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: واللهِ إنّي لأُحِبّ الدَّراهم، ولولا أنّك أحبّ إليّ منها ما بذلتُها.
وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد سيئ اللّقاء، عابس الوجه، يهرّ في وجه الخاصّ والعامّ، غير إنّ فِعْلَه كان أحسن من لقائه.
قال الصولي: حدثنا الزبيري قال: من كلام أحمد بن أبي خالد: لا تعد لي شجاعا من لم يكن جوادا، فإن من لم يقدر على نفسه بالبذْل لم يقدر على عدوه بالقتل.
توفي أحمد بن أبي خالد سنة اثنتي عشرة.

نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 5  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست