نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 5 صفحه : 141
302 - الفرّاء، وهو أبو زكريّا يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن منظور الأَسَديّ، مولاهم، الكُوفيُّ النحْوي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب التّصانيف.
سكن بغداد، وأملى بها كتاب " معاني القرآن "، وغير ذَلِكَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: قيس بْن الربيع، ومندل بْن عليّ، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وأبي الحَسَن الكسائي، وأبي بَكْر بْن عياش.
وَعَنْهُ: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما.
وكان ثقة.
وقد روى عَنْ ثعلب أَنَّهُ قال: لولا الفَرَّاء لما كانت عربيَّة، ولَسَقَطَت؛ لأنّه خلصها؛ ولأنها كانت تُتَنَازَع ويدّعيها كلُّ أَحَد.
وذكر أبو بُدَيْل الوضّاحيّ قَالَ: أمر المأمون الفرّاء أنْ يؤلّف ما يجمع بِهِ أصول النَّحْو، وأمر أنْ يُفرد في حُجرة، ووكّل بِهِ خدمًا وجواري يقمن بما يحتاج إليه، وصير له الوراقين، فكان يملي ذَلِكَ سنين، قَالَ: ولما أملى كتاب -[142]- " المعاني " اجتمع لَهُ الخلق، فلم يضبط إلّا القضاة، فكانوا ثمانين قاضيًا، وأملّ " الحمد " في مائة ورقة، قَالَ: وكان المأمون قد وكّل بالفرّاء ابنيه يلقنهما النحو، فأراد يوما النهوض لحاجة، فابتدرا إلى نَعْله فتنازعا أيُّهما يقدمه، ثمّ اصطلحا أنْ يقدم كل واحد فردة، فبلغ المأمون، فقال: لَيْسَ يكبر الرجل عَنْ تواضعه لسلطان ووالده ومعلّمه العِلْم.
وقال ابن الأنباريّ: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربيَّة إلّا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار عَلَى النّاس، قَالَ: وكان يقال للفرّاء: أمير المؤمنين في النَّحْو.
وعن هنّاد بْن السَّرِيّ قَالَ: كَانَ الفرّاء يطوف معنا عَلَى الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء، فظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظ ما يحتاج إليه.
وقال محمد بن الجهم السمري: ما رأيت مع الفراء كتابا قط إلا كتاب " يافع ويفعة ".
وقال أحمد بن يحيى ثعلب: حدثنا سلمة قال: أمل الفراء كتبه كلها حفظا، لم يأخذ بيده نسخة إلا كتابين: كتاب " ملازم "، وكتاب " يافع ويفعة ".
قال ابن الأنباري: مقدارهما خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة، وقيل: إنّما سُمّي بالفرّاء لأنّه كَانَ يفري الكلام، وجاء أنه تُوُفّي بطريق مكَّة سنة سبْعٍ ومائتين، وله ثلاث وستون سنة رحمه الله.
وقال سلمة بْن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 5 صفحه : 141