خاص التي درسها في صباه أو شبابه وهي: كتاب المصادر في اللغة للقاضي الزوزني الذي حفظه في عهد الصبا، وكتاب تاج المصادر الذي حفظه على مؤلفه أبي جعفر المقرئ، والسامي في الأسامي الذي قرأه على مؤلفه أحمد بن محمد الميداني، والبلغة في اللغة لأبي يوسف يعقوب بن أحمد الكردي النيسابوري وهو والد شيخه الحسن بن يعقوب الذي قرأ عليه نهج البلاغة، وأفدت أيضا من مقدمة الأدب لمعاصره الشهير محمود بن عمر الزمخشري. وجميع هذه المعجمات مطبوع. وهذه الطريقة وما رافقها من صعوبات، حيث أجيل الفكر زمنا طويلا أحيانا بحثا عن مفردة عربية خراسانية مما كان يتكلّم به علماء خراسان وأدباؤها قبل 900 سنة قد جعلتني أكثر رضا عنها.
تحقيق الكتاب
استغرقت علمية تحقيق الكتاب سنوات كنت أضعه أحيانا جانبا لأعود إليه بعد مدة وقد عثرت على معلومة جديدة أو ترجمة حياة ممن ضاع خبره علي فيما بين يدي من مصادر قبل ذلك. وكنت خلال ذلك أترقب ما يطبع من كتب التراث بالعربية والفارسية لأجد فيها ما يوضح غامضا أو يضيف شيئا. وحدث أحيانا أن صدرت طبعات جديدة لكتب كانت قد طبعت فيما مضى، فكنت أبادر إلى مراجعة هوامشي زيادة في التأكيد على صحة ما نقلته منها. فقد أعدت النظر مثلا في جميع نقولي من طبعة معجم الأدباء عند صدور الطبعة المتقنة التي دبجها يراع الأخ الغالي علّامة فلسطين الدكتور إحسان عباس (طيّب الله ثراه) «1» للدقّة التي روعيت فيها، حيث اعتمد- فضلا عن مخطوطات الكتاب المتوفرة لديه- على نسخة مختصرة له وجد فيها حوالي 160 ترجمة لم تكن موجودة فيما صدر من طبعاته، وتلك غنيمة كبرى.
وكذلك في نقولي من كتاب تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي الذي ظل يعاني