نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 47
المجاعات والأوبئة:
ويتصل بالقلق الاقتصادي ما كان يحدث بالبلاد من مجاعات نتيجة لانخفاض النيل وقلة الأقوات، أو نتيجة لاغتصاب المماليك أقوات الناس ودوابهم لا سيما في أوقات الاعداد لبعض الحملات الحربية كما حدث في عام 890 هـ [1].
وأخبار المجاعات والغلاء كثيرة في هذه الفترة وتعكس كثرتها صورة للاضطراب الاقتصادي بالبلاد وعدم استقرار الأمور على حال واحدة. «2»
أما عن الأوبئة فقد انتشرت عدة مرات خلال هذه الفترة، وقد حدث أن انتشر الطاعون في عهد قايتباي وحده ثلاث مرات كان أولها في عام 873 هـ [3]، وقد تزايد أمره بالقاهرة في شعبان من ذلك العام «وعمل في الأطفال والمماليك والعبيد والجواري والغرباء عملا بليغا ذريعا» [4]، وقد كان من الشدة بحيث «صارت الغرباء يموتون في الطرقات بعضهم على بعض» [5].
وحدث الطاعون الثاني في عام 881 هـ أي بعد قرابة ثماني سنوات من انتشار الطاعون الأول وقد «كان طاعونا مهولا يموت فيه الانسان من يومه ...
ومات فيه من الأعيان جماعة كثيرة» [6]، وقد عدد ابن اياس معاصر هذه الفترة جملة من الأمراء الذين لقوا حتفهم بسبب هذا الطاعون وذكر أنه قضى به «من الأمراء والخاصكية ما لا يحصى عددهم» [7]، هذا فضلا عن نحو ألفي مملوك من مماليك السلطان عدا من مات من مماليك الطوائف الأخرى [8]. [1] ابن إياس: بدائع الزهور ج 2 ص 232،
(2) المصدر السابق ج 2 ص 118 غلاء عام 875 هـ، ص 194 عام 885 هـ، ص 241 عام 892 هـ. [3] المصدر السابق ج 2 ص 101، 105، 106. [4] نفس المصدر: ص 106، 107. [5] نفس المصدر: ج 2 ص 107. [6] نفس المصدر: ج 2 ص 169. [7] نفس المصدر ج 3 ص 170. [8] نفس المصدر: ج 2 ص 169.
نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 47