سمع سعيد بن عبد العزيز يحدّث بذلك عن مكحول. ولم يتّفقا، والله أعلم، شعيب بن إسحاق ويحيى بن صالح عن سعيد بن عبد العزيز، وليس له حملة يُجتمع عليها.
ولا نحسب مخرج ذلك إلا ما قال الوليد بن مسلم، أنه حديث أخيه يزيد بن عبد العزيز.
(قال أبو زرعة:) ويزيد أسنّ من سعيد، وأقدم عند مكحول.
غير أنه مات قبل أن يظهر من حديثه شيء".
ونقل هذا كله عن أبي زرعة ابنُ عساكر في تاريخ دمشق (18/ 334 - 335).
ويبدو أن ذلك الكتاب الذي أنكره سعيد بن عبد العزيز فيه ما يُستنكر، مع كونه كتابَ أخيه لا كتابه.
ولذلك قال عنه علي بن المديني -كما في سؤالات محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة (رقم 226) -: "كان يُضعّف".
أمّا أنه لم يرو شيئًا كما في عبارة أبي زرعة، فأظنّها نوعًا من التأوّل والمجاز، يعني به: لم يرو شيئًا كثيرًا، أو أن روايته من قلّتها شيءٌ لا يُذكر.
ولذلك لما ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 619)، قال: "روى عنه الشاميون .. ولم يشتهر حتى أُخذ عنه الشيء الكثير من العلم".