نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 67
بالأعراب، هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا الأعراب)) [1] قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أنهم يعرفون أحكام الشريعة، وإذا دعوناهم إلى نصرة الدين فإنهم يجيبون ولا يترددون، إذن هم ليسوا من الأعراب.
ولما سمعت قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله)) فاستغربت من قوله: ((فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله)) لظنها أن المعصومين يستثنون من هذه القاعدة العامة، فسألت: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة)) [2].
ورأت مرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن ينام قبل أن يوتر، فقالت: يا رسول لله أتنام قبل أن توتر؟ قال: ((يا عائشة إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي)) [3].
قد تبدو هذه الأسئلة من قبيل سوء الأدب لأولئك الذين لا يدركون حقيقة الأمور، ولا يتعمقون في التفكير، لكن الواقع الذي لا ينازع فيه اثنان أنه لو لم تكن هذه الجرأة النسائية لتوجيه الأسئلة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والاستفسارات عن الإشكالات، لما أمكن اليوم لأبناء الأمة المحمدية أن يطلعوا على حقيقة النبوة، وبغض النظر عن هذه الأسئلة والمناقشات العلمية والمباحث الدراسية فهناك جانب آخر مهم ألا وهو مراقبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل أعمال وحركات عائشة (ض) وإيلاؤه إياها اهتماما بالغا، فكان - صلى الله عليه وسلم - ينبهها على زلاتها، ويربيها ويعلمها بعناية فائقة، ولم يفتأ رويدا رويدا يشركها في العبء الذي ينبغي أن تنهض به زوجة النبي وأم المؤمنين وسفيرته الأولى إلى عالم النساء. [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 142/ 4 رقم 7168 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 149/ 4 باب ثواب الهدية والثناء والمكافأة، وأحمد في المسند 133/ 6 برقم 25054، وابن سعد في الطبقات الكبرى 294/ 8، وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب 1942/ 4،وابن حجر في الإصابة 8/ 233. [2] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق برقم 6467، وسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار برقم 2818. [3] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب صلاة التراويح برقم 2013، ومسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها برقم 738.
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 67