نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 217
وكانت (ض) بمكانة سامية من الخشية والورع، رقيقة القلب لا تملك نفسها من البكاء، ولما أصابها في حجة الوداع ما يصيب بنات آدم، فلم تقدر أن تعتمر، بدأت تبكي، فدخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أن يأخذها لتهل بعمرة من التنعيم، فقر قرارها وهدأ خاطرها [1].
وذات مرة تذكرت الدجال فبكت بكاء شديدا فدخل عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال لها: ((ما يبكيك))؟ قالت: يا رسول الله ذكرت الدجال [2].
وتذكرت عند الاحتضار بعض أخطائها الاجتهادية فقالت: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبح وأقضي [3] ما علي.
وذات مرة نذرت أن لا تكلم ابن الزير، فلما أكثروا عليها كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها ذلك فيما بعد وتبكي حتى تبل دموعها خمارها [4].
وقد مرت معنا قصة بكائها لما علمت بالبهتان العظيم الذي افتراه عليها المنافقون حيث كانت لا يرقأ لها دمع ولا تكتحل بنوم، حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها [5].
وها هي عائشة (ض) تحكي لنا قصة سائلة ومعها ابنتان لها: دخلت علي سائلة ومعها ابنتان لها فأمرت لها بثلاث تمرات، فأطعمتهما تمرة تمرة، [1] صحيح البخاري كتاب الحج باب عمرة التنعيم برقم 1784 وكتاب الجهاد والسير برقم 2585. [2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 6/ 75 برقم 24511، وابن حبان في صحيحه 15/ 235 رقم 6822 والهيثمي في موارد الظمآن 1/ 469 برقم 1905 وفي مجمع الزوائد 7/ 338. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 74. [4] صحيح البخاري باب الهجرة وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث. [5] حديث الإفك.
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 217