نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 160
وأكبر دليل على اهتمامه البالغ بأمهات المؤمنين وشدة التفقد لأحوالهن أنه كان يبعث إليهن باللحوم كلما نحرت النعم، كما تقول عائشة (ض): ((كان عمر بن الخطاب يرسل إلينا بأحظائنا - حصصنا - حتى من الرؤوس والأكارع [1])).
ولما فتح المسلمون العراق جاء درج إلى عمر (ض) وفيه جوهر فقال لأصحابه: ((تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا، ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: تأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها؟ فقالوا: نعم، فبعث به إليها، ففتحته فقالت: ماذا فتح علي ابن الخطاب بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اللهم
لا تبقني لعطيته لقابل [2])).
وكان (ض) يتمنى أن يدفن في حجرة عائشة (ض) تحت أقدام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لكنه لم يتمكن من تقديم طلبه هذا نظرا إلى الأدب والاحترام، وكان مضطربا قلقا من هذا الموضوع وهو في سياقة الموت وحالة الاحتضار، حتى قال لابنه عبد الله: انطلق إلى عائشة أم المؤمنين (ض) فقل: يقرأ عليك عمر السلام، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فمضى فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فسلم عليها وقال كما أوصاه، قالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه به اليوم على نفسي [3].
وحتى بعد هذا الإذن من عائشة (ض) قال عمر (ض): ((يا عبد الله بن عمر انطر، فإذا أنا قبضت فاحملوني على سريري، ثم قف بي على الباب، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلني، وأن ردتني فردني إلى مقابر [1] انظر: موطأ الإمام محمد باب الزهد والتواضع برقم 927، ط: وزارة الأوقاف القاهرة مصر 1407هـ. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 9/ 4 برقم 6725، والإمام أحمد في فضائل الصحابة رقم 1642. [3] صحيح البخاري كتاب الجنائز برقم 1392، كتاب المناقب برقم 3700، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 58 برقم 6874 باب من رأى أن يدفن في أرض مملوكة بإذن صاحبها،
وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 34 برقم 11858 مختصرا، و436/ 7 برقم 37059.
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 160