نام کتاب : سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 23
الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة [1].
ولقد كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يعيش بين أفراد قبيلته على دينهم, وعلى ما كان عليه آباؤه وأجداده , فتلك الجاهلية العمياء قادتهم إلى عبادة الأصنام وشرب الخمور , وحضور مجالس المعازف والغناء , وغيرها من العبادات الباطلة , مع ما يصحب ذلك من سوء في الأخلاق , ودناءة في النفوس , وخرافة في الأفكار التي كانت منتشرة في المجتمع الجاهلي. ولكن مصعباً - رضي الله عنه - بعقله البصير ورؤيته الثاقبة , استطاع أن يميز بين ما هو عليه وما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدين الحق الذي رأى فيه من التعاليم الإسلامية السمحة التي توافق العقل ولا تعارض الفطرة الإنسانية.
فعزم - رضي الله عنه - بنفسه من غير أن يدعوه أحد على الدخول في هذا الدين , فدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم بن أبي الأرقم - رضي الله عنه - فأسلم وصدّق به وخرج فكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه , فكان يختلف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سراً [2].
وقد كتم إسلامه - رضي الله عنه - كغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - , ولأنه يعرف أنه أتى بدين يخالف دين قومه فسوف يلاقي من العذاب والأذى ما لاقاه الصحابة - رضي الله عنهم - , وكان اختلافه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم ليختفي عن أنظار المترصدين من كفار قريش , ويشارك بقية الصحابة - رضي الله عنهم - في عبادة الله وحده , ويتلقى العلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فأخذ ينهل من معين الوحيين حتى أصبح من أعلم الصحابة - رضي الله عنهم - في [1] صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم , ص80. [2] ابن سعد: الطبقات الكبرى , 3/ 117.
ابن عبد البر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب ,4/ 1474.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة ,5/ 175.
نام کتاب : سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 23