نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 115
الوزان مدحه من أنه تحول من دراسة كتب التصوف إلى كتب الحديث. وتخصص هو في دراسة النحو والصرف، وهما من العلوم العقلية. ومدح جده بأنه كان يعتني بالبيان ويدرس سعد الدين التفتزاني ويؤلف فيه. إذن كيف تغيرت حالة الفكون فأصبح يقول عن هذه العلوم قرأناها لله وتركناها لله؟ وهل صحيح أنه تحول كذلك؟ إن آخر كتاب ألفه في علم الصرف يعود تاريخه إلى سنة 1048 [1] ولا نعرف أنه ألف كتابا آخر بعد هذا التاريخ، وكان عمره حينذاك ستين سنة. وفي هذا التاريخ كان أيضا متوليا وظائف والده الشرعية وأضاف عليها إمارة ركب الحج ولقب شيخ الإسلام. فهل تقدم السن وتوليه الوظائف المذكورة جعلته يتحول هذا التحول الخطير؟ قد يكون ذلك.
ولكن عبارات، المترجمين في ذلك، متناقضة وغامضة، فبعضهم، كالعياشي، ينسب إليه أنه تحول من علوم الظاهر إلى علوم الباطن وبعضهم، كالثعالبي، ينسب إليه أنه فقط توقف عن ممارسة التدريس الذي كان قد قضى فيه شطرا كبيرا من حياته. ونرجح نحن رواية الثعالبي لا رواية العياشي. فقد يكون الفكون توقف عن التدريس، لكبر سنه وكثرة وظائفه وثقلها. ولكن تبرير ذلك التوقف كما ذكره الثعالبي لا نسلم به أيضا، فهو يقول عن الفكون: وكان إذا ليم على ترك التدريس يقول: علم طلبناه لله وتركناه لله. وإلى هنا يمكن أن يكون ما نسبه الثعالبي للفكون [1] ستعرف أنه الكتاب الذي شرح به منظومة (أرجوزة) المكودي في التصريف. وقد انتهى منه في شهر صفر من سنة 1048.
نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 115