العريق، محتسبةً [1] ذلك كلَّه عند الله، مستقلةً له في جنب مرضاته.
وعلى الرَّغم مما لقيته أمُّ سلمة وصحبها من حماية النَّجاشيِّ [2] نضَّر الله في الجنَّة وجهه، فقد كان الشَّوق إلى مكَّة مهبط الوحي، والحنين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدر الهدى يفري كبدها وكبد زوجها فريًا.
ثمَّ تتابعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض «الحبشة» بأن المسلمين في مكَّة قد كثر عددهم، وأنَّ إسلام حمزة بن عبد المطَّلب، وعمر بن الخطَّاب قد شدَّ من أزرهم [3]، وكفَّ شيئاً من أذى قريش عنهم، فعزم فريق منهم على العودة إلى مكَّة، يحدوهم [4] الشَّوق ويدعوهم الحنين ... [1] محتسبة: طالبة الجزاء من الله. [2] النجاشي: ملك الحبشة انظره في كتاب «صور من حياة التابعين» للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي. [3] شدَّ أزرهم: قوَّاهم. [4] يحدوهم الشوق: يسوقهم الشوق.