الحسن علي بن محمد السخاوي، والسديد عيسى بن أبي الحرم [1] العامري، والكمال علي بن شجاع الضرير.
وحدث عنه محمد بن يحيى الجنجالي، وبهاء الدين بن هبة الله الجمّيزي، وآخر من روى عنه الشاطبية أبو محمد عبد الوارث [المعروف [2] با] بن فار اللبن، وهو آخر أصحابه موتا.
قال أبو عبد الله الأبار في «تاريخه»: تصدر الإقراء بمصر فعظم شأنه وبعد صيته وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء.
وقال: أحد الأعلام، والمحتذى بمعجزة شاطبيته على علماء الاسلام، والفرد بلا نظير على كثرة الأنام، ولا شبيه يطمع أن يرى مثله حتى ولا في المنام، المبصر قلبه، لأن القرآن نوره، والإيمان مشكاة فهمه إذا اشتبهت أموره، الذي قل من لا استقى من بحره، أو اغترف غرفة بيده من نهره، أو جاء بعده من القراء مجيد؛ إلا وقصيدته حرز الأماني تميمة معلّقة في نحره.
وكان رحمه الله موصوفا بالزهد والعبادة والانقطاع، وتصدّر للإقراء بالمدرسة الفاضليّة من القاهرة، وكان يجتنب فضول الكلام، لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة. ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وفي هيئة حسنة وتخشع واستكانة.
وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يشك أنه يبصر، لأنه لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته، وظهرت عليه كرامات الصالحين، [1] كذا في الأصل، وهو يوافق ما في العبر للذهبي، وفي طبقات القراء لابن الجزري: «ابن أبي الحزم». [2] تكملة عن: حسن المحاضرة للسيوطي، طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات القراء لابن الجزري، وطبقات القراء للذهبي.