542 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الفخار الجذاميّ [1].
الأركشي المولد والمنشأ، المالقيّ الاستيطان، الشّريشيّ التدرب والقراءة، الإمام أبو بكر.
قال في «تاريخ غرناطة» كان متفنّنا عالما بالفقه والعربيّة والقراءات والأدب الحديث، خيّرا صالحا، شديد الانقباض، ورعا، سليم الباطن، كثير العكوف على العلم، قليل الرياء والتصنّع، عظيم الصبر.
خرج من بلده أركش حين استولى عليها العدوّ، فاستوطن شريش وقرأ بها العربية والأدب على الأستاذ أبي الحسن بن إبراهيم السّكوني، وأبي بكر محمد بن محمد الديباج وغيرهما، ولحق بالجزيرة الخضراء لما استولى العدو على شريش، فأخذ بها عن أبي عبد الله بن خميس وغيره.
ثم أخذ عن أبي الحسين بن أبي الرّبيع وغيره بسبتة، والأبذيّ، وابن الصائغ بغرناطة، ثم استوطن مالقة وسمع بها على أبي عمر بن حوط الله، وتصدر للإقراء، فكان يدرّس من صلاة الصبح إلى الزوال، ويقرأ القرآن، ويفتي النّساء بالمسجد إلى بعيد العصر، ويأتي الجامع الأعظم بعد المغرب فيفتي إلى العشاء الآخرة، ولا يقبل من أحد شيئا، ووقعت له مشاحنات [مع] فقهاء بلده في فتاوى، وعقدت له مجالس، وشهر فيها، وبالغ الناس في تعظيمه.
وقد أخذ عن أبي يعقوب المحاسني، وأبي الحسن علي بن عيسى المعروف بابن ميتوان، والمحدث الحافظ أبي محمد الكماد، وغيرهم من الأئمة الجلة ممن يطول تعدادهم. [1] له ترجمة في: الدرر الكامنة لابن حجر 4/ 199، الديباج المذهب لابن فرحون 303، هدية العارفين لاسماعيل باشا البغدادي 2/ 159.