المسلمين أبي عنان فارس بن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحق، وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش؛ وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار، وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها، فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدته ثمانين مجلدا، ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء. قال أبو الربيع: وهذا المخبر يعني يوسف، ثقة صدوق، رجل صالح، كان يأكل من كده.
قال ابن خلكان في كتاب «الوفيات» في معنى عارضة الأحوذيّ:
العارضة، القدرة على الكلام. والأحوذيّ: الخفيف في الشيء لحذقه.
وقال الأصمعيّ: الأحوذي، المشمر في الأمور القاهر لها لا يشذ عليه منها شيء.
قال القاضي عياض: واستقضى أبو بكر ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه، وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة، يؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه، وكان فصيحا أديبا، شاعرا، كثير الخبر [1]، مليح المجلس.
وممن أخذ عنه القاضي عياض، وأبو زيد السهيلي، وأحمد بن خلف الطلاعي، وعبد الرحمن بن ربيع الأشعري، والقاضي أبو الحسن الخلعي، وخلائق.
وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة منصرفة من مراكش، وحمل ميتا إلى مدينة فاس، ودفن بها خارج باب المحروق. [1] في الأصل «الخير» والمثبت في: الديباج المذهب لابن فرحون، ونفح الطيب للمقري.