قال الذهبي: سمعت أبا العلاء الفرضي، يقول: إنما هو نجم الكبراء، ثم غير فقيل: نجم الدين الكبراء، كان إماما زاهدا صوفيا فقيها مفسرا، له عظمة في النفوس وجاه عظيم، ولد بقرية من قرى خوارزم، يقال لها:
«خيوق» في سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
طاف البلاد وقدم القاهرة ونزل بالخانكاه الصلاحية سعيد السعداء، وسمع بالإسكندرية من الحافظ السلفي، وبتبريز من محمد بن أسعد، وبأصبهان من أبي المكارم أحمد بن محمد اللبان، وأبي سعيد خليل بن بدر ابن ثابت، وأبي عبد الله محمد بن أبي زيد الكرّانيّ، وأبي جعفر محمد بن أحمد ابن نصر الصيدلانيّ، وأبي الحسن مسعود بن أبي منصور الجمّال، وبهمذان من الحافظ أبي العلاء، وبنيسابور من أبي المعالي الفراويّ.
وحدث بخوارزم، وكتب عنه عامة الرّحّالة من أهل الحديث وغيرهم.
روى عنه عبد العزيز بن هلالة، وناصر بن منصور، والشيخ سيف الدين الباخرزي، وآخرون.
[قال] [1] ابن نقطة: هو شافعيّ المذهب إمام في السنة.
وقال ابن هلالة: جلست عنده في الحلقة مرارا فوجدت من بركته شيئا عظيما، و «فسر القرآن الكريم» في اثنتي عشرة مجلدة، وله عدة رسائل في التصوف وكان له معرفة بالفقه والجبر، وصار من كبار مشايخ الصوفية، وانتهت إليه المشيخة بناحية خوارزم وما يليها، وكثر أتباعه وانتشر مريدوه في تلك النواحي، وانتفع به خلائق في سلوك طريق الله تعالى.
واجتمع به الإمام فخر الدين الرازي فاعترف بفضله، واستوطن خوارزم [1] تكملة عن: طبقات الشافعية للسبكي.