من ولد بهمن بن فيروز. مولي بن أسد، من أهل باحمشا [1]، إمام الكوفيين في النحو واللغة وأحد القراء السبعة المشهورين، وسمّي الكسائيّ لأنه أحرم في كساء، وقيل لغير ذلك.
وهو من أهل الكوفة، واستوطن بغداد، وقرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات، ثم اختار لنفسه قراءة.
وسمع من جعفر الصّادق، والأعمش، وزائدة، وسليمان بن أرقم [2]، وأبي بكر بن عياش [3].
قال الخطيب: وتعلم النحو على كبر، وسببه أنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عيّيت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! قال: كيف لحنت؟
قالوا: إن كنت أردت من انقطاع الحيلة فقل: عييت [مخففا] [4] وإن أردت من التعب، فقل: أعييت؛ فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره، وسأل عمّن يعلّم النحو، فأرشد إلى معاذ الهرّاء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل وجلس في حلقته، فقال له رجل من الأعراب: تركت أسد الكوفة وتميما وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة! فقال للخليل [5]: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فخرج ورجع؛ وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة [1] باحمشا: بسكون الميم والشين معجمة، قرية بين أوانا والحظيرة، وكانت بها وقعة للمطلب ابن عبد الله بن مالك الخزاعي أيام الرشيد (معجم البلدان لياقوت 1/ 458). [2] هو سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري، روى قراءة الحسن البصري، وروى عنه الكسائي.
(طبقات القراء لابن الجزري 1/ 312). [3] هو شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الحناط الأسدي. راوي عاصم وعطاء، عمر دهرا طويلا، وقطع الأقراء قبل موته بسنين. توفي سنة 193 هـ. (المصدر السابق 1/ 325). [4] تكملة عن: معجم الأدباء لياقوت. [5] في الأصل: «فقال الخليل»، تحريف صوابه في: معجم الأدباء لياقوت، ونزهة الالباء لابن البركات.