وقال القطيعي: أنشدني أبو البقاء لنفسه:
صاد قلبي على العقيق غزال ... ذو نفار وصاله ما ينال (1)
فاتر الطرف تحسب الجفن منه ... ناعسا والنعاس منه مدال
219 - عبد الله بن حنين بن عبد الله بن عبد الملك المالكي الكلابيّ [2].
مولاهم، كنيته أبو محمد، قرطبي، يعرف بابن أخي ربيع الصباغ.
سمع من الأعناقيّ، وأسلم، وأبي صالح أيوب بن سليمان، وابن لبابة، وأحمد بن خالد، وابن أيمن، وغيرهم، وأدرك ابن وضاح ولم يسمع منه.
وحج آخر عمره، فسمح بمصر من محمد بن زبّان الباهلي، سمع منه بها أبو سعيد بن يونس، وأبو عمر الكندي، وغيرهما.
كان معتنيا بالحديث، إماما فيه، بصيرا بعلله، حسن التأليف فيه، وله تآليف في معرفة الرجال وعلل الحديث، واختصر «مسند بقيّ بن مخلد» وكتاب «التفسير» له، وهو المبتدئ بتأليف كتاب «الاستيعاب لأقوال مالك» مجردة دون أقوال الصحابة [3]، الذي تممه أبو عمر المكوي، وأبو بكر المعيطيّ، وثقه أبو محمد الباجي وأثنى عليه.
قال أحمد بن سعيد: كان من أهل العلم واليقين والمروءة مع هدى حسن، وسمت عجيب، لم أر مثله وقارا وحلما وسعة في الحديث ومعانيه،
(1) الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب. [2] له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 317، جذوة المقتبس للحميدي 333، الديباج المذهب لابن فرحون 139. [3] في الديباج المذهب: «أصحابه».