نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 100
مع قرع الطبول.
والبشكنس من أشدّ أمم الأرض حباً بالحريّة وأنفة من قبول الضّيم، وكما كانوا يردّون غارات المسلمين من الجنوب، كانوا يردّون غارات الفرنج من الشمال، وكانت مواقع بلادهم الجبلية، تساعدهم على ردّ غارات تلك الأمم، فإنّ مساكنهم أكثرها في الجبال، تحيط بها الأوعار، والأرض كما يقال: تقاتل مع أهلها [1]. وهم الذين أوقعوا بجيش شارلمان عند سَرَقُسْطَة بعد أن عجز عن أخذها. ولم يخضع البشكنس لملوك ليون وملوك نَبَارة وملوك قشتالة، إلاّ على شرط احترام هذه الدول لعاداتهم وتقاليدهم. وكانت لهم امتيازات يقال لها: فُيُورس ( Fueros) ، ولم تزل امتيازاتهم هذه محفوظة [2].
وعلى وجه الإجمال، فإنّ السلالة الآريّة هي الغالبة في القسم الشمالي الغربيّ من إسبانيا، لذلك فإنّ أجسامهم أقوى وعضلاتهم أصلب من سكّان وسط الأندلس وجنوبيها. ومن السلالة الآرية القشتاليون، الذين يعتبرون أنفسهم من سكّان البلاد الأصليين. ومثل القشتاليين في الحميّة أهل أراغون وأهل مقاطعة مُرْسِيَة. أما سكّان المقاطعات الجنوبية من الأندلس، فيغلب على أهلها الذكاء والجمال والسرور وحبّ الترف، لأنّهم مزيج من شعوب شتى [3].
إنّ موقع إسبانيا الجغرافيّ، وخصوبة أرضها، وغزارة مياهها، وطيب جوّها، جعلها مطمح كثير من الأقوام جماعات وأفراداً، وملتقى كثير من الشّعوب الغزاة تارة والمهاجرين تارة أخرى، مما هيّا لها أسباب امتزاج تلك الشعوب، وجعلها شعباً واحداً، يعيش في منطقة جغرافيّة واحدة، إذا اختلفت في جذورها، فهي لا تختلف في بنيتها الراهنة بعد امتزاجها وانصهارها في شعب واحد، هو الشعب الإسباني، في بلاده إسبانيا. [1] تساعد المدافع على الدفاع، وتعرقل هجوم المهاجم. [2] الحلل السندسية (1/ 321 - 322). [3] عن جوسه - جغرافية إسبانيا والبرتغال، نقلاً من الحلل السندسيهّ (1/ 25 - 26).
نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 100