نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 6 صفحه : 2516
والذي يقول:
أقول لقرحان من البين لم يضف ... رسيس الهوى بين الحشا والترائب
ما «قرحان البين» أخرس الله لسانه؟ فأحفظني ذلك وقلت: يا هذا من أدلّ الدليل على أنك قرأت شعر هذا الرجل تتبعك مساويه، فهل في الدلالة على اختلاقك إنكاره أوضح مما ذكرته؟ وهل يصم أبا تمام أو يسمه بميسم النقيصة ما عددته من سقطاته وتخونته من أبياته؟ وهو الذي يقول في النونية:
نوالك ردّ حسّادي فلولا ... وأصلح بين أيامي وبيني
فهلا اغتفرت الأول لهذا البيت الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، وأما قوله:
تسعون ألفا كآساد الشرى نضجت ... أعمارهم قبل نضج التين والعنب
فلهذا البيت خبر لو استقريت صحفه لأقصرت عمن تناولته بالطعن فيه. ثم قصصت الخبر وقلت: في هذه القصيدة ما لا يستطيع أحد من متقدمي الشعراء وأمراء الكلام وأرباب الصناعة أن يأتي بمثله. قال: وما هو؟ قلت: لو قال قائل إن أحدا لم يبتدىء بأوجز ولا أحسن ولا أخصر من قوله:
السيف أصدق إنباء من الكتب ... في حدّه الحدّ بين الجد واللعب
لما عنف في ذلك. وفيها يقول:
رمى بك الله برجيها فهدّمها ... ولو رمى بك غير الله لم يصب
وفيها يقول:
لما رأى الحرب رأي العين توفلس ... والحرب مشتقة المعنى من الحرب
وفيها يقول:
فتح تفتّح أبواب السماء له ... وتبرز الأرض في أبرادها القشب
وفيها يقول:
بكر فما افترعتها كفّ حادثة ... ولا ترقّت إليها همة النوب
وفيها يقول:
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى ... يشلّه وسطها صبح من اللهب
نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 6 صفحه : 2516