نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 6 صفحه : 2497
صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل منهم: لا تعجبوا فإن في وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد أن يقرأ قال له: هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه فعجبوا من صحة سمعه مع علوّ سنه.
قال وقال بعضهم في مجلس ابن دريد:
من يكن للظباء طالب صيد ... فعليه بمجلس ابن دريد
إن فيه لأوجها قيّدتني ... عن طلاب العلا بأوثق قيد
قال الرصافي: حدثنا بعض أصحابنا قال: حضرت مجلس أبي بكر ابن دريد وقد سأله بعض الناس عن معنى قول الشاعر:
هجرتك لا قلى مني ولكن ... رأيت بقاء ودك في الصدود
كهجر الحائمات الورد لمّا ... رأت أنّ المنية في الورود
تفيض نفوسها ظمأ وتخشى ... حماما فهي تنظر من بعيد
فقال: الحائم الذي يدور حول الماء ولا يصل إليه، يقال حام يحوم حياما؛ ومعنى الشعر أن الايائل تأكل الأفاعي في الصيف فتحمى فتلتهب بحرارتها وتطلب الماء، فإذا وقعت عليه امتنعت من شربه وحامت حوله تنسّمه لأنها إن شربته في تلك الحال صادف الماء السمّ الذي في جوفها فتلفت، فلا تزال تدفع بشرب الماء حتى يطول بها الزمان فيسكن ثوران السم ثم تشربه فلا يضرها. ويقال: فاظ الميت وفاضت نفسه وفاظت نفسه أيضا جائز عند الجميع إلا الأصمعي فإنه يقول فاظ الميت فإذا ذكر النفس قال فاضت نفسه بالضاد ولم يجمع بين الظاء والنفس.
وحدث أبو علي المحسن، حدثني أبو القاسم الحسن بن علي بن إبراهيم بن خلاد الشاهد العكبري إمام الجامع فيها، حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال: كنت بعمان مع الصلت بن مالك الشاري، وكانت الشراة تدعوه أمير المؤمنين، وكانت السنة كثيرة الأمطار ودامت على الناس فكادت المنازل أن تتهدم، فاجتمع الناس وصاروا إلى الصلت وسألوه أن يدعو لهم، فأجّل بهم أن يركب من الغد الى الصحراء ويدعو، فقال لي بكرة: لتخرج معي في غد، فبت مفكّرا كيف يدعو، فلما أصبحت خرجت معه، فصلّى بهم وخطب ودعا فقال: اللهم إنك أنعمت فأوفيت،
نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 6 صفحه : 2497