responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت    جلد : 2  صفحه : 882
أرح حياتي فقد هجمت على ... نفسي وأشرفت بي إلى أجلي
والله لو كنت والدا حدبا ... وكنت تحيي الأموات في المثل
وتمزج الثلج في العساس لدى ... القيظ وعند الشتاء بالعسل
رحلت عن ذاك عند آخره ... واخترت أن لا أراك في الرحل
فخذ طريفي وتالدي فإذا ... لم يبق شيء فخذ إذا سملي
وارحل إلى الظلمة التي ذكرت ... من خلف قاف يا شرّ مرتحل
قال: وكان قد ظهر بالعراق رجل من الجراد فأضرّت بالزروع والأثمار وغلت الأسعار وأثّرت في أحوال الناس، فحضرنا مجلس أبي سعيد السيرافي وكلّ منا شكا حاله وذكر خلّته، وكان فينا رجل مزارع ذكر أنه زرع بنواحي النهروان «1» أربعة آلاف جريب ملكا وضمانا وإجارة رجاء الفائدة، وقد أتى عليها الجراد، وهلك ذلك الرجل لأجله، ثم قال أبو سعيد: لا يهولنّك أمرها فأنها جند من جنود الله مأمور، بلغنا أن جرادة سقطت بين يدي عبد الله بن عباس رضي الله عنه فأخذها ونشر جناحها وقال:
أتعلمون ما هو مكتوب عليها «2» ؟ قالوا: لا، قال: مكتوب عليها أنا مغلي الأسعار مع تدفّق الأنهار. وأورد في ذكر الجراد ما حيّر الناظرين ثم قال: ومن أحسن ما وصف به الجراد قول بعض الخطباء حيث يقول: إن الله سبحانه خلق خلقا وسمّاها جرادا، وألبسها أجلادا، وجنّدها أجنادا، وأدمجها إدماجا، وكساها من الوشي ديباجا، وجعل لها ذرية وأزواجا، إذا أقبلت خلتها سحابا أو عجاجا، وإذا أدبرت حسبتها قوافل وحجاجا، مزخرفة المقاديم، مزبرجة المآخير، مزوّقة الأطراف، منقطعة الأخفاف، منمنمة الحواشي، منمقة الغواشي، ذات أردية مزعفرة، وأكسية معصفرة، وأخفية مخططة، معتدلة قامتها، مؤتلفة خلقتها، مختلفة حليتها، موصولة المفاصل، مدرجة الحواصل، تسعى وتحتال، وتميس وتختال، وتطوف وتجتال، فتبارك خالقها، وتعالى رازقها، من غير حاجة منها إليها، رحمة منه عليها، أوسعها رزقا، وأتقنها خلقا، وفتق منها رتقا، ووشّح أعراقها، وألجم أعناقها، وطوّقها أطواقها، وقسم معايشها وأرزاقها، تنظر شزرا من ورائها، وترقب النازل من سمائها، وتحرس

نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت    جلد : 2  صفحه : 882
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست