نام کتاب : معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ نویسنده : محمد سالم محيسن جلد : 1 صفحه : 319
ساعة ثم التفت إليّ فقال لي: يا أبا القاسم ترى لو وقف هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم؟ فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين؟ وبكى» اهـ [1].
اشتهر أبو طاهر بالثقة وصحة الضبط وتقوى الله تعالى وإتقانه لقراءة القرآن مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا المعنى يقول الحافظ «الذهبي»: «وقد أطنب أبو عمرو الداني» في وصفه وقال: لم يكن بعد «ابن مجاهد» مثل «أبي طاهر» في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته، قرأ عليه خلق كثير. وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين وكان بارعا فيه اهـ [2].
وقال الامام «الداني»: «سمعت عبد العزيز الفارسي» يقول: «لما توفي ابن مجاهد، رحمه الله تعالى أجمعوا على أن يقدموا شيخنا «أبا طاهر» فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر، فتحلقوا عنده كعقيل بن البصري وكان من جلة أصحاب «ابن مجاهد» وكأبي بكر الجلاء ونظرائهما» اهـ [3].
وقال «الخطيب البغدادي»: «كان «أبو طاهر» من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات وله في ذلك تصانيف عدة» اهـ [4].
وقال «القفطي» في تاريخ النحاة: لم ير بعد «ابن مجاهد» في القراءات مثل «أبي طاهر» [5].
توفي «أبو طاهر» في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله «أبا طاهر» رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء. [1] انظر تاريخ بغداد ج 11 ص 8. [2] انظر القراء الكبار ج 1 ص 312. [3] انظر القراء الكبار ج 1 ص 312. [4] انظر تاريخ بغداد ج 11 ص 7. [5] انظر القراء الكبار ج 1 ص 312.
نام کتاب : معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ نویسنده : محمد سالم محيسن جلد : 1 صفحه : 319