قال الحاكم: " صحيح الإسناد ولم يخرجاه ".
قال الذهبي: - " بل موضوع!!، قبح الله من وضعه، وما كنت أحسب، ولا أجوز أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح هذا، ثم ذكر إسناده.
وفيه " حدث أحمد بن عبد الله البرقي ثنا يزيد البلوي ".
قال: فأما هذا - يعني افتراه - وأما ابن سيار - يعني - ابن سيار عبدان. انتهى كلام الذهبي.
قلت: والحديث المشار إليه هو ما أخرجه الحاكم في " المستدرك " (2/ 674 / 4231) حيث قال: " حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني ببخارى، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا عبدان بن سيار، حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، حدثنا يزيد بن يزيد البلوي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي عن مكحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول: " اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها " قال: فأشرفت على الوادي؛ فإذا رجل طوله أكثر من ثلاث مائة ذراع! فقال لي: من أنت؟ قال: قلت: أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك. قال: فأته وأقرئه مني السلام وقل له: أخوك إلياس يقرئك السلام. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فجاء حتى لقيه، فعانقه وسلم عليه، ثم قعدا يتحدثان، فقال له: يا رسول الله! إني إنما آكل في كل سنة يوما، وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت. فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس، فأكلا وأطعماني وصلينا العصر، ثم ودعته ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " انتهى.
قلت: والظاهر أن المتهم فيه هو (يزيد بن يزيد البلوي الموصلي)، أو: (عبدان بن سيار)، أو: كلاهما، كما هو في " الكشف الحثيث " (282/ 845)، و " لسان الميزان " (4/ 94 / 179)، وقد وهم الشيخ شاكر - رحمه الله - في تحقيقه " لتفسير الطبري "، فجعل روايته،