تقديم فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان، حفظه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فقد قال الأوائل: " كم ترك الأول للآخر " ومن بين ما تركوه الدراسات المستوعبة التحليلية، المفصلة، المعللة، الإحصائية للرواة، فقد دون علماؤنا الأجلة كثيرا في التراجم، وتفننوا في عرضها، وسياقها، وكادت أن تتمايز بينها بأشياء ويلمح الموفق الفطن سمات في بعضها دون بعض.
وجهودهم في هذا الباب متنوعة، ونافعة، وماتعة، ولكنها .. شاقة، فقد ألفت في بعض الأحايين، مع تحمل مشاق الرحلة، والتنقل، والتعرض للمخاوف والمهالك، مع بذل الأوقات والطاقات، ولا تنس ما تركوه من أهل وولد ولذات وعادات راتبات، ولذا جاء في الحديث الصحيح «السفر قطعة من العذاب» [1].
نعم عصر اليوم فيه راحة وانبساط، وتروح للنفس والميل إلى الدعة، ولذا كانت الآفة عند الجلة - إلا من رحم ربي - في (الهمة). [1] أخرجه البخاري رقم (1710)، و (2893)، و (5113)، ومسلم برقم (715)، و (1927) وغيرهما من حديث أبى هريرة. أكرم