وعن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه الله؛ فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضًا، حتى يدين -أي: يقتص- أو يجازي لبعضهم من بعض))
- الشرك بالله دليل ضعف عقول المشركين:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الأعراف: 189، 190).
يخبر الله تعالى أنه خلق جميع الناس من آدم -عليه السلام- وأنه خلق منه زوجه حواء، وجعل منها زوجها ليألفها ويسكن بها، فلا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين، ولهذا ذكر تعالى أن الساحر ربما توصل بكيده إلى التفرقة بين المرء وزوجه.
يخبر الله -سبحانه وتعالى- أن ذلك الرجل لما وطئ زوجته وجامعها حملت حملًا خفيفًا، وذلك أول الحمل، لا تشعر المرأة بثقل الحمل في بدايته، فالمرأة لا تجد له ألمًا لأن ما حملته النطفة، النطفة يعني قليلة، ثم العلقة ثم المضغة. {فَمَرَّتْ بِهِ} أي: استمرت به، أي: استمرت بالحمل. فلما صارت ذات ثقل، يعني: أصبح الحمل ثقيلًا دعوا الله ربهما لئن آتيتنا يا رب بشرًا سويًا لنكونن من الشاكرين.
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أنكر