بهذا نكون قد طُفنا بنماذج من التفاسير على اختلاف ألوانها، منها ما أكثر من الإسرائيليات دون تنبيه، ومن العلماء من أكثر في تفسيرهم من الإسرائيليات ونبه عليها، ومنهم من أقل، ومنهم من حاربها حربًا ظاهرة.
نماذج من الإسرائيليات
نماذج من الإسرائيليات في القصص القرآني:
قصة هاروت وماروت، قول الله -جل وعلا-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (البقرة: 102).
نعم هذه الآية ورد فيها إسرائيليات كثيرة، الإمام الثعالبي والنسفي ومن سار في فلكهم، ونقل منهم، نقلوا كثيرًا من الإسرائيليات في هذه القصة، والمعلوم أن هذه الآية إنما وردت في بيان ما يحدث أيام سليمان، سنبدأ بتفسيرها الصحيح، ثم نذكر ما تورط فيه أصحاب التفاسير من القصص والإسرائيليات.
هذه الآية هي في سورة البقرة، وتفسيرها الصحيح: أن اليهود الذين أوتوا التوراة، نبذوا القرآن بعدما لزمهم تلقيه بالقبول، ولذلك قبل هذه الآية نعى الله