responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدخيل في التفسير نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 204
الله - عز وجل - {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} (يوسف: 24)، وقوله - عز وجل - {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف: 24) نرى أن الشيطان نفسه قد شهد ليوسف -عليه السلام- في ضمن قوله كما ذكر القرآن وحكاه الله عنه بقوله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص: 82، 83)، ويوسف بشهادة الحق السالفة من المخلصين.
وكذلك شهد ليوسف شاهد من أهلها، هذا الشاهد كما نطقت الآية عندما قال - جل وعلا -: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (يوسف 26: 28)، وهذا الشاهد قيل: كان رجلًا عاقلًا حكيمًا مجربًا من خاصة الملك، وكان من أهلها، وقيل: كان صبيًّا في المهد، وكان ذلك إرهاصًا بين يدي نبي الله يوسف إكرامًا له.
على أيَّة حال نطق هذا الشاهد بالقول الفصل عندما قال: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ}؛ أي: شُقَّ وقطع من الأمام {فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} كأنه هو الذي يقدم عليها ويقبل، فدفعته {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} لأن قدّ القميص وشقه من الخلف معناه أنه كان يجري ويهرب منها {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} الآيات.
وقد أسفر التحقيق عن براءة يوسف وإدانة زليخة امرأة العزيز، فكيف تتفق كل هذه الشهادات الناصعة الصادقة، وتلك الروايات المزوّرة عن الإسرائيليات لا تتفق، وقد ذكر الكثير من هذه الروايات ابن جرير الطبري، والثعلبي، والبغوي، وابن كثير، والسيوطي.

نام کتاب : الدخيل في التفسير نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست