نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 9 صفحه : 29
{تَعْرُجُ الملائكة والروح} أي جبريلُ عليهِ السَّلامُ أفردَ بالذكرِ لتميزِهِ وفضلِهِ وقيلَ الروحُ خلقٌ هم حفظة على الملائكةِ كما أنَّ الملائكةَ حفظةٌ على الناسِ {إِلَيْهِ} إلى عرشِهِ تعالَى وإلى حيثُ تهبطُ منهُ أوامرُهُ تعالَى وقيلَ هو من قبيلِ قولِ إبراهيمَ
70 سورة المعارج (1 4)
سورة المعارج مكية وآياتها اربع وأربعون
{بسم الله الرحمن الرحيم}
{سَأَلَ سَائِلٌ} أي دَعَا داعٍ {بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} أي استدعاهُ وطلبَهُ وهُو النَّضرُ بن الحرث حيثُ قالَ إنكاراً واستهزاءً إِنكَانَ هَذا هُوَ الحقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْعَلَيْنَاحِجَارَةًمّنَالسماءِ أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وقيلَ أبُو جهلٍ حيثُ قالَ أسقطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَالسماءِ وقيلَ هو الحرث بنِ النعمانِالفهريُّ وذلكَ أنَّه لما بلغَهُ قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعليَرضيَاللهعنهُمنكنتُمولاهُفعليٌّمولاهُ قالَ اللهمَّإنْكانَمايقولُمحمدٌحقاًفَأَمْطِرْعَلَيْنَاحِجَارَةًمّنَالسماءِفمالبثَحَتَّىرماهُاللهتعالَىبحجرٍفوقعَعلىدماغهمخرجمنأسفلِهِفهلكَمنساعتِهِ وقيلَ هُو الرسولُ صلى الله عليه وسلم استعجلَ عذابَهُمْ وقُرِىءَ سَأَلَ وهو إمَّا من السؤالِ على لُغةِ قُريشٍ فالمَعْنَى ما مرَّ أو من السَّيلانِ ويؤيدُهُ أنَّهُ قُرِىءَ سالَ سيلٌ أي اندفعَ وادٍ بعذابٍ واقعٍ وصيغةُ الماضِي للدلالةِ على تحققِ وقوعِهِ إمَّا في الدُّنيا وهو عذابُ يومِ بدرٍ فإنَّ النضرَ قُتِلَ يومئذٍ صَبْراً وقد مرَّ حالُ الفهريِّ وإمَّا في الآخرةِ فهو عذابُ النارِ والله أعلمُ
{للكافرين} صفةٌ أُخرى لعذابٍ أي كائنٍ للكافرينَ أو صلةٌ لواقعٍ أو متعلقٌ بسألَ أي دَعَا للكافرينَ بعذابٍ واقعٍ وقولُهُ تعالَى {لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} صفةٌ أُخرى لعذابٍ أو حالٌ منهُ لتخصُّصه بالصفةِ أو بالعملِ أو من الضميرِ في الكافرين على تقديرِ كونِه صفةً لعذابٍ أو استئنافٌ
{مِنَالله} متعلقٌ بواقعٍ أو بدافعٌ أي ليسَ له دافعٌ من جهتِهِ تعالَى {ذِي المعارج} ذِي المصاعدِ التي يصعدُ فيها الملائكةُ بالأوامرِ والنَّواهِي أو هي عبارةٌ عن السمواتِ المترتبةِ بعضِهَا فوقَ بعضٍ
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 9 صفحه : 29