responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 7  صفحه : 57
الروم 23 25 إِلاَّ العالمون وقُرىء بفتحِ اللامِ وفيه دلالةٌ على كمالِ وضوحِ الآياتِ وعدمِ خفائِها على أحدٍ من الخلق كافة

{ومن آياته منامكم بالليل والنهار} لاستراحةِ القوى النَّفسانيةِ وتقوِّي القُوى الطَّبيعيةِ {وابتغاؤكم مّن فَضْلِهِ} فيهما فإنَّ كُلاًّ من المنامِ وابتغاءِ الفضلِ يقعُ في المَلَوينِ وإنْ كان الأغلبُ وقوعَ الأول في الأولِ والثَّاني في الثَّانِي أو منامُكم بالليلِ وابتغاؤُكم بالنَّهارِ كما هو المعتادُ والموافقُ لسائرِ الآيات الواردة في ذلك خَلاَ أنَّه فصَل بين القرينينِ الأولينِ بالقرينينِ الآخيرينِ لأنَّهما زمان والزَّمانُ مع ما وقعَ فيه كشيءٍ واحدٍ مع اعادة اللفِّ على الاتحادِ {إِنَّ فى ذلك لآيات لقوم يَسْمَعُونَ} أي شأنُهم أنْ يسمعُوا الكلامَ سماعَ تفهمٍ واستبصارٍ حيثُ يتأمَّلون في تضاعيفِ هذا البيانِ ويستدلُّون بذلك على شئونه تعالى

{ومن آياته يُرِيكُمُ البرق} الفعلُ إمَّا مقدَّرٌ بأنْ كما في قول من قال ألا ابهذا الزَّاجِري أحضُرَ الوَغَى أي أنْ أحضُرَ أو منزَّلٌ منزلة المصدروبه فُسِّر المثلُ المشهُورُ تسمعُ بالمُعَيديِّ خيرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ أو هو على حالِه صفةٌ لمحذوفٍ أي آيةٌ يريكم بها البرق كقولِ مَن قال ... وَمَا الدهر الا نارتان فمنها أموتُ وأُخرى أَبتغِي العيشَ أَكْدَحُ ... أي فمنهما تارةً أموتُ فيها وأُخرى أبتغِي فيها أو ومن آياتِه شيءٌ أو سحابٌ يُرِيكُمُ البرقَ خَوْفًا من الصَّاعقةِ أو للمسافرِ {وَطَمَعًا} في الغيثِ أو للمقيمِ ونصبُهما على العِلَّةِ لفعلٍ يستلزمُه المذكورُ فإنَّ إراءتهم البرقَ مستلزمةٌ لرؤيتِهم إيَّاه أو للمذكورِ نفسِه على تقديرِ مضافٍ نحو إراءةِ خوفٍ وطمعٍ أو على تأويلِ الخوفِ والطمعِ بالإخافةِ والإطماعِ كقولك فعلنه رغماً للشَّيطانِ أو على الحالِ نحو كلَّمتُه شِفاهاً {وَيُنَزّلُ مِنَ السماء مَاءً} وقُرىء بالتَّخفيفِ {فَيُحْيِى بِهِ الارض} بالنبات {بعد موتها} يُبسها {إِنَّ فِى ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فإنَّها من الظُّهورِ بحيث يكفي في إدراكِها مجرَّدُ العقل عند استعمالِه في استنباطِ أسبابِها وكيفيَّةِ تكوُّنِها

{ومن آياته أَن تَقُومَ السماء والارض بِأَمْرِهِ} أي بإرادتِه تعالى لقيامهِما والتَّعبيرُ عنها بالأمر للدِّلالةِ على كمال القدرة والغني عن المبادى والأسبابِ وليس المرادُ بإقامتهما إنشاءهما لأنَّه قد بُيِّن حاله بقولِه تعالى وَمِنْ آياته خَلْقُ السموات والارض ولا إقامتهما بغير مقيم محسوسٍ كما قيل فإن ذلك من تتماتِ إنشائِهما وإنْ لم يصرَّحْ به تعويلاً على ما ذُكر في غير موضعٍ من قوله تعالى خَلَقَ السموات بِغَيْرِ عمد ترونها الآية

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 7  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست