responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 6  صفحه : 266
{وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ} من القُرى المهلكة {إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ} قد أنذروا أهلَها إلزاماً للحجَّةِ

{ذِكْرِى} أي تذكرةً ومحلُّها النصب على العلَّةِ أو المصدر لأنَّها في معنى الإنذارِ كأنَّه قيل مذكرون ذكرى أو على أنَّه مصدرٌ مؤكد لفعل هو صفةٌ لمنذرون أي إلا لها منذرون يذكرونهم ذكرى أو الرَّفع على أنَّها صفةُ منذرون بإضمار ذوو أو بجعلِهم ذكرى لإمعانِهم في التَّذكرةِ أو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ

{مَا أغنى عَنْهُمْ} أيُّ شيء أو أى أعناه أغنى عنهم {ما كانوا يُمَتَّعُونَ} أي كونُهم ممتَّعينَ ذلك التمتيعَ المديدَ عَلى أنَّ مَا مصدريةٌ أو ما كانُوا يمتَّعون به من متاعِ الحياةِ الدُّنيا على أنَّها موصولةٌ حذف عائدها وأيَّاً ما كان فالاستفهامُ الإنكار والنَّفي وقيل ما نافيةٌ أي لم يغن عنهم تمتعهم المتطاولُ في دفعِ العذابِ وتخفيفِه والأول هو الأَولى لكونِه أوفقَ لصورة الاستخبارِ وأدلَّ على انتفاءِ الإغ 2 باء على أبلغِ وجهٍ وآكدِه كأن كلَّ مَن مِن شأنِه الخطابُ قد كلِّف أنْ يخبر بأنَّ تمتيعهم ماذا أفادَهم وأي شيء أغنى عنُهم فلم يقدرْ أحدٌ على أنْ يخبر بشيءٍ من ذلك أصلاً وقرئ يمتعون من الإمتاعِ

{أَفَرَأَيْتَ} لمَّا كانت الرُّؤيةُ من أقوى أسبابِ الإخبارِ بالشَّيء وأَشهرِها شاعَ استعمالُ أرأيت في معنى أخبرني والخطابُ لكلِّ من يصلُح له كائناً من كانَ والفاء لترتيب الاستخبار على قولهم هل نحن منظرون وما بينَهما اعتراض للتَّوبيخِ والتَّبكيتِ وهي متقدِّمةٌ في المعنى على الهمزةِ وتأخيرها عنها صورةً لاقتضاءِ الهمزةِ الصدارة كما هو رأي الجمهور أي فاخبرنِي {إِن متعناهم سِنِينَ} متطاولةً بطول الأعمار وطيب المعاش

{أفبعذابنا يستعجلون} بقولهم أمطر عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماءِ أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وقولهم فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ونحوهِما وحالهم عند نزولِ العذابِ كما وصف من طلبِ الإنذارِ فالفاءُ للعطفِ على مقدرٍ يقتضيهِ المقام أي أيكونُ حالُهم كما ذُكر من الاستنظارِ عند نزول العذابِ الأليمِ فيستعجلون بعذابِنا وبينهما من التَّنافي ما لا يخفى لى أحد وأيغفلون عن ذلك مع تحقُّقِه وتقرُّرهِ فيستعجلونَ الخ وإنَّما قُدمِّ الجارُّ والمجرورُ للإيذانِ بأنَّ مصبَّ الإنكارِ والتَّوبيخِ كون المستعجل به عذابَه تعالى مع ما فيهِ من رعايةِ الفواصلِ

سورة الشعراء [204 209] الشِّركَ والتَّكذيبَ في قلوب المجرمين

{ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ} من العذابِ

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 6  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست