responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 8
سورة المائدة اية 5 ما شرطيةٌ والجوابُ فكلوا وقد جوَّزَ كونَها مبتدأً على تقدير كونها موصولة أيضاً والخبرُ كلوا وإنما دخلته الفاء تشبيهاً للموصول باسم الشرط ومن الجوارح حالٌ منَ الموصولِ أو ضميرِه المحذوف والجوارحُ الكواسبُ من سباع البهائم والطير وقيل سميت بها لأنها تجرَحُ الصيدَ غالباً {مُكَلّبِينَ} أي معلِّمين لها الصيدَ والمكلِّبُ مؤدّبُ الجوارحِ ومضربها بالصيد مشتقٌ من الكَلْب لأن التأديب كثيراً ما يقع فيه أو لأن كلَّ سبُعٍ يسمى كَلْباً لقوله عليه الصلاة والسلام في حق عُتبةَ بنِ أبي لهبٍ حين أراد سفرَ الشأم فقال النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلم اللهمَّ سلِّطْ عليهِ كلباً من كلابك فأكلَه الأسد وانتصابُه عَلى الحاليةِ من فاعل علمتم وفائتها المبالغةُ في التعليم لما ان الاسم المكلّب لا يقع إلا على النحرير في علمِه وقرىء مُكْلِبين بالتخفيف والمعنى واحد {تُعَلّمُونَهُنَّ} حال ثانية منه أو حالٌ من ضميرِ مكلِّبين أو استئناف {مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله} من الحِيَل وطُرُق التعليم والتأديب فإن العلمَ به إلهامٌ من الله تعالى أو مكتسَبٌ بالعقل الذي هو منحةٌ منه أو مما عرَّفَكم أن تعلموه من اتباعِ الصيدِ بإرسالِ صاحبِه وانزجارِه بزَجْرِه وانصرافِه بدعائه وإمساكِ الصيد عليه وعدمِ أكلِه منه {فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} قد مر فيما سبق أن هذه الجملةَ على تقدير كونِ ما شرطيةً جوابُ الشرط وعلى تقدير كونِها موصولةً مرفوعةٌ على الابتداءِ خبرٌ لها وأما على تقدير كونِها عطفاً على الطيبات فهي جُملةٌ متفرِّعةٌ على بيان حلِّ صيدِ الجوارح المُعْلَمة مبيِّنةٌ للمضاف المقدَّر الذي هو المعطوف وبه يتعلق الإحلالُ حقيقةً ومشيرةٌ إلى نتيجةِ التعليم وأثره داخلةٌ تحت الأمر فالفاء فيها كما في قولِه أمرتُك الخيرَ فافعلْ ما أُمِرْت به ومِنْ تبعيضيةٌ لما أن البعضَ مما لا يتعلق به الاكل الجلود والعظامِ والريش وغير ذلك ومما موصولةٌ أو موصوفةٌ حذِفَ عائدها وعلى متعلقة بأمسكن أي فكلوا بعض ما أمسَكْنه عليكم وهو الذي لم يأكُلْن منه وأما ما أكلن منه فهو مما أمسَكْنه على انفسهن لقوله صلى الله عليه وسلم لعديِّ بن حاتم وإن أكل منه فلا تأكل إنما أمْسَكَ على نفسِهِ وإليه ذهب أكثرُ الفقهاء وقال بعضُهم لا يشترط عدمُ الأكل في سباعِ الطير لما أن تأديبَها إلى هذه الدرجة متعذِّر وقال آخرون لا يُشترط ذلك مطلقاً وقد رُوي عن سلمان وسعد ابن أبي وقاص وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم انه اذا الكلبُ ثلثيه وبقيَ ثلثُه وقد ذكرتَ اسم الله عليه فكُل {واذكروا اسم الله عَلَيْهِ} الضميرُ لما عَلَّمتم أي سمُّوا عليه عند إرسالِه أو لِما أمسكنه أي سموا عليه إذا أدركتم ذكاتَه {واتقوا الله} في شأن محرماته {إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} أي سريع ائتيان حسابه أو سريعُ تمامِه واذا شرَعَ فيه يتِمُّ في أقربِ ما يكون من الزمان والمعنى على التقديرين أنه يؤاخِذُكم سريعاً في كلِّ ما جلَّ ودقَّ وإظهارُ الاسمِ الجليلِ في موقع الإضمارِ لتربيةِ المهابةِ وتعليلِ الحُكْم

{اليوم أُحِلَّ لَكُمُ الطيبات}

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست