responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 309
{وإذا لم تأتهم بآية} من القرآن عند تراخي الوحي أو بآية مما اقترحوه {قَالُواْ لَوْلاَ اجتبيتها} اجتبى الشيءَ بمعنى جباه لنفسه أي هلاّ جمعتَها من تلقاء نفسِك تقوّلا يرون بذلك أن سائرَ الآياتِ أيضاً كذلك أو هلا تلقيتها من ربك استدعاءً {قُلْ} رداً عليهم {إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَىَّ مِن رَّبّى} من غير أن يكون الي دخلٌ ما في ذلك أصلاً على معنى تخصيص حاله صلى الله عليه وسلم باتباع ما يوحى إليه بتوجيِه القصرِ المستفادِ من كلمة إنما إلى نفس الفعلِ بالنسبة إلى مقابله الذي كلفوه غياه صلى الله عليه وسلم لا على معنى تخصيص اتباعه صلى الله عليه وسلم بما يوحى إليه بتوجيه القصر إلى المفعول بالقياس إلى مفعولٍ آخرَ كما هو الشائعُ في موارد الاستعمال وقد مرَّ تحقيقُه في قولِه تعالى أَنِ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ كأنه قيل ما أفعلُ إلا اتباعَ ما يوحى إلي منه تعالى وفي التعرُّض لوصفِ الربوبيةِ المنبئةِ عن المالكية والتبليغِ إلى الكمال اللائقِ مع الإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم من تشريفه صلى الله عليه وسلم والتنبيهِ على تأييده ما لا يخفى {هذا} إشارةٌ إلى القرآن الكريم المدلولِ عليه بما يوحى إلي {بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ} بمنزلة البصائرِ للقلوب بها تُبصِر الحقَّ وتدرك الصواب وقيل حججٌ بينةٌ وبراهينُ نيِّرةٌ ومِنْ متعلقةٌ بمحذوفٍ هو صفةٌ لبصائرَ مفيدةٌ لفخامتها أي بصائرُ كائنةٌ منه تعالَى والتعرضُ لعنوانِ الربوبيةِ مع الإضافةِ إلى ضميرِهم لتأكيد وجوبِ الإيمانِ بها وقوله تعالى {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} عطفٌ على بصائرُ وتقديمُ الظرفِ عليهما وتعقيبُهما بقوله تعالى {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} للإيذان بأن كونَ القرآنِ بمنزلة البصائرِ للقلوب متحققٌ بالنسبة إلى الكل وبه تقوم الحجة على الجميع وأما كونُه هدى ورحمةً فمختصٌّ بالمؤمنين به إذ هم المقتسمون من أنواره والمغتنِمون بآثاره والجملةُ من تمام القولِ المأمورِ به

الأعراف آية 202 203
كأنها تطوف بهم وتدور حولهم لتوقِعَ بهم أو من طاف به الخيالُ يطيفُ طيفاً أي ألمَّ وقرىء طيفٌ على أنَّه مصدرٌ أو تخفيفٌ من طيِّف من الواوي أو اليائي كهين ولين والمارد بالشيطان الجنسُ ولذلك جُمع ضميرُه فيما سيأتي {تَذَكَّرُواْ} أي الاستعاذةَ بهِ تعالى والتوكلَ عليه {فَإِذَا هُم} بسبب ذلك التذكّرِ {مُّبْصِرُونَ} مواقِعَ الخطأ ومكايدَ الشيطانِ فيحترزون عنها ولا يتبعونه

{وإخوانهم} أي إخوان الشيطان وهم المنهمِكون في الغي المعرضون عن وقاية أنفسِهم عن المضار {يَمُدُّونَهُمْ فِى الغي} أي يكونالشياطين مدداً لهم فيه ويعضدونهم بالتزيين والحملِ عليه وقرىء يُمِدّونهم من الإمداد ويُمادّونهم كأنهم يُعينونهم بالتسهيل والإغراء وهؤلاء بالاتباع والامتثال {ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ} أي لا يمسكون عنم الإغواء حتى يردوهم بالكلية ويجوزُ أنْ يكونَ الضميرُ للإخوان أي لا يرعوون عن الغي ولا يقصرون كالمتقين ويجوز أن يراد بالإخوان الشياطين ويرجعُ الضميرُ إلى الجاهليل فيكون الخبرُ جارياً على من هو له

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست