responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 300
الأعراف آية 186 187
فما لهم لا يبادِرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الفَوْتِ وماذا ينتظرون بعد وضوحِ الحقِّ وبأي حديثٍ أحقَّ منه يريدون أن يؤمنوا وقيل الضميرُ لأجَلهم والمعنى فبأي حديث بعد انقضائ أجلِهم يؤمنون وقيل للرسول صلى الله عليه وسلم على حذفِ مضافٍ أيْ فبأي حديثٍ بعد حديثِه يؤمنون وهو أصدقُ الناس وقوله تعالى

{مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ} استئنافٌ مقررٌ لما قبله منبىءٌ عن الطبع على قلوبهم وقوله تعالى {وَيَذَرُهُمْ فِى طغيانهم} بالياء والرفع على الاستئناف أي وهو يذرُهم وقرىء بنون العظيمة على طريقة الالتفاتِ أي ونحن نذرهم وقرىء بالياء والجزمِ عطفاً على محل فلا هاديَ له كأنه قيل من يُضللِ الله لا يهدِهِ أحدٌ ويذرْهم وقد روي الجزمُ بالنون عن نافع وأبي عمرو في الشواذ وقوله تعالى {يعمهون} أي يترددون ويتحيرون حالٌ من مفعول يذرُهم وتوحيدُ الضمير في حيز النفي نظراً إلى لفظ مَنْ وجمعُه في حيز افثبات نظراً إلى معناها للتنصيص على شمول النفي والإثباتِ للكل

{يسألونك عَنِ الساعة} استئنافٌ مَسوقٌ لبيان بعضأحكام ضلالِهم وطغيانِهم أي عن القيامة وهي من الأسماء الغالبة وإطلاقُها عليها إما لوقوعها بغتةً أو لسرعة ما فيها من الحساب أو لأنها ساعةٌ عندِ الله تعالى معَ طولها في نفسها قيل إن قوماً من اليهود قالوا يا محمدج أخبرنا متى الساعةُ إن كنت نبياً فإنا نعلم متى هي وكان ذلك امتحاناً منهم مع علمهم أنه تعالى قد استأثر بعلمها وقيل السائلون قريشٌ وقوله تعالى {أَيَّانَ مرساها} بفتح الهمزة وقد قرىء بكسرها وهو ظرفُ زمانٍ متضمِّنٌ لمعنى الاستفهام ويليه المبتدأُ أو الفعلُ المضارِعُ دون الماضي بخلاف متى حيث يليها كلاهما قيل اشتقاقُه من أيّ فَعْلانَ منه لأن معناه أيّ وقتٍ وهو من أويتُ إلى الشيء لأن البعضَ آو إلى الكل ممتساند إليه ومحلُّه الرفعُ على أنَّه خبرٌ مقدمٌ ومرساها مبتدأٌ مؤخرٌ أي متى إرساؤُها أي إثباتُها وتقريرُها فإنه مصدرٌ ميميٌّ من أرساه إذا أثبته وأقره ولا يكاد يُستعمل إلا في الشيء الثقيل كما في قوله تعالى والجبال أرساها ومنه مرساةُ السفن ومحلُّ الجملة قيل الجرُّ على البدليَّةِ من الساعة والتحقيقُ أن محلها النصبُ بنزع الخافضِ لأنها بدلٌ من الجار والمجرور لا من المجرور فقط كأنه قيل يسألونك عَنِ الساعة أَيَّانَ مُرساها وفي تعليق السؤالِ بنفس الساعةِ أولاً وبوقت وقوعِها ثانياً تنبيهٌ على أن المقصِدَ الأصليَّ من السؤال نفسُها باعتبار حلولِها في وقتِها المعين لا وقتُها باعتبار كونِه محلاً لها وقد سُلك هذا المسلكُ في الجواب المقن أيضاً حيث أُضيف العلمُ بالمطلبو بالسؤال إلى ضميرها فأخبر باختصاصه به عز وجل وحيث قيل {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا} أي علمُها بالاعتبار المذكور {عِندَ رَبّى} ولم يقل إنما علمُ وقتِ إرسائِها ومن لم يتنبّه لهذه النكتة حمل

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست