responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 285
الأعراف آية 164 لا يُسبتون من أسبت ولا يُسبَتون على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت ولا يُدار عليهم حكمُ السبتِ ولا يؤمرون فيه بما أمروا به يوم السبت {لاَ تَأْتِيهِمْ} كما كانت تأتيهم يوم السبت حذارا من صيدهم وتغيرر السبْكِ حيث لم يقل ولا تأتيهم يوم لا يسبتون لما أن الإخبارَ بإتيانها يوم سبْتهم مظِنةُ أن يقال فماذا حالهم يوم لا يسبتون فقيل يوم لا يسبتون لا تأتيهم {كذلك نَبْلُوهُم} أي مثلَ ذلك البلاءِ العجيب الفظيعِ نعاملهم معاملةَ من يختبرهم ليظهر عدواتهم ونؤاخذهم به وصيغةُ المضارعِ لحكايةِ الحالِ الماضيةِ لاستحضار صورتها والتعجيبِ منها {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} أي بسبب فسقِهم المستمرِّ المدلولِ عليه بالجمع بين صيغتي الماضي والمستقبلِ لكن لا في تلك المادةِ فإن فسقَهم فيها لا يكون سبباً للبلوى بل بسبب فسقهم المستمر في كلِّ ما يأتُون وما يذرون وقيل كذلك متصلٌ بما قبله أي لا تأتيهم مثلَ ما تأتيهم يوم سبتهم فاجملة بعده حينئذ استئنافٌ مبنيٌّ على السؤالِ عن حكمة اختلافِ حال الحيتانِ بالإتيان تارة وعدمِه أخرى

{وَإِذْ قَالَتِ} عطفٌ على إذ يعدون مَسوقٌ لتماديهم في العدوان وعدمِ انزجارِهم عنه بعد العظاتِ والإنذارات {أُمَّةٌ مّنْهُمْ} أي جماعةٌ من صلحائهم الذين ركبوا في عِظتهم متن كلِّ صعبٍ وذَلول حتى يئسوا من احتمال القبولِ لآخرين لا يقلعون عن التذكيررجاء للنفع والتأثير مبالغةً في الإعذار وطمعاً في فائدة الإنذار {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا الله مُهْلِكُهُمْ} أي مخترِمُهم بالكلية ومطهرُ الأرض منهم {أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيدًا} دون الاستئصال بالمرة وقيل مهلكهم مخزيهم في الدنيا أو معذبُهم في الآخرة لعدم إقلاعِهم عمَّا كانوا عليه من الفسق والطغيانِ والترديد لمنه الخلوِّ دون منع الجمعِ فإنهم مهلَكون في الدنيا ومعذَّبون في الآخرة وإيثارُ صيغةِ اسمِ الفاعل مع أن كلاًّ من الإهلاك والتعذيب مترقَّبٌ للدِلالة على تحققهما وتقرُّرِهما البتةَ كأنهما واقعان وإنما قالوه مبالغةً في أن الوعظَ لا ينجع فيهم أو ترهيباً للقوم أو سؤالاً عن جكمة الوعظِ ونفعِه ولعلهم إنما قالوه بمحضر من القوم حثاً لهم على الاتعاظ فإن بتَّ القولِ بهلاكهم وعذابهم بما يُلقي في قلوبهم الخوفَ والخشيةَ وقيل المرادُ طائفةٌ من الفِرقة الهالكةِ أجابوا به وُعّاظَهم رداً عليهم وتهكماً بهم وليس بذاك كما ستقف عليه {قَالُواْ} أي الوعاظُ {مَعْذِرَةً إلى رَبّكُمْ} أي نعظُهم معذرةً إليه تعالى على أنَّه مفعولٌ له وهو الأنسب بظاهر قولِهم لمَ تعِظون أو نعتذر معذرةً على أنه مصدرٌ لفعل محذوفٍ وقرىء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي موعظتُنا معذرةٌ إليه تعالى حتى لا نُنسَبَ إلى نوع تفريطٍ في النهي عن المنكر وفي إضافة الربِّ إلى ضمير المخاطَبين نوع تعرض بالسائلين {ولعلهم يتقون} عطفعلى معذرةً أي ورجاءً لأن يتقوا بعضَ التقاة وهذا صريحٌ في أنَّ القائلين لمَ تعظون الخ ليسوا من الفِرقة الهالكةِ وإلا لوجب الخطاب

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 3  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست