نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 88
بعباده {خبيراً} مطلعاً على دواخل أمورهم، وبواطن أسرارهم من أنفسهم، ومما يرتبط بهم ومن سوابقهم ومصائرهم {بصيراً} منكشفة له جميع أمورهم.
وكما أنه بالعمل بآية الإنفاق ينتظم أمر العباد في معاشهم، كذلك بالإيمان بهذه العقيدة تزول حيرتهم، وتطمئن قلويهم فيما يرونه من أحوال الرزق في أنفسهم، وفي غيرهم.
والله يبصّر القلوب، ويقوِّم الأعمال، إنه سميع مجيب.
تمهيد
إن الأرواح الإنسانية كريمة الجوهرة لأنها من عالم النور؛ فقد خلقت من نفخ الملك. كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيح:
«إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح ... » [1].
والملائكة- كما في الصحيح- خُلقوا من النور، وأنها كريمة الخلقة أيضا لأنها فطرت على الكمال.
ولذا أضافها الله تعالى إلى نفسه في معرض الامتنان، في قوله تعالى: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} [السجدة: 9]. [1] أخرجه البخاري في بدء الخلق بالب6، وأحاديث الأنبياء باب1، والقدر باب1، والتوحيد باب28. ومسلم في القدر باب1. وأبو دأود في السنة باب16. والترمذي في القدر باب4. وابن ماجة في المقدمة باب10. وأحمد في المسند (1/ 382،414،430).
نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 88