نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 31
ومثل هذا لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع.
4 - وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:
يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيَ السَّائِلِينِ، وَفَضْلُ كَلَامِ اللهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ» [1].
وهذا الحديث والذي قبله نصان صريحان في المقصود.
5 - وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:
«قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ، أَفْضَلُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ» [2].
6 - وروى أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله عنه:
«سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، وَأَحَبُّهَا إِلَيْهِ.
ثُمَّ الدُّعَاءُ وَالاِسْتِغْفَارُ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْمُلِحَّ فِي الدُّعَاءِ.
ثُمَّ الصَّدَقَةُ، فَإِنَّهَا تُطْفِىءُ غَضَبَ الرَّبِّ.
ثُمَّ الصِّيَامُ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أُجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ لِلْعَبْدِ مِنَ النَّارِ».
قال القرطبي- بعد ما خرج هذا الحديث بسنده- قال علماؤنا: «هذا حديث عظيم في الدين يبين فيه أن أعظم العبادات قراءة القرآن في الصلاة».
(ب) القرآن أفضل الأذكار من طريق النظر:
إن أشرف حالتي الإنسان- وهي حالة انفراده لربه، وتوجهه بكليته إليه، وخلوص قلبه له، وتعلقه به- إنما تحصل على أكملها لتالي القرآن العظيم؛ فإن أفضل ما فيه- وهو قلبه- يكون قائماً بأفضل أعماله وهو التفكير والتدبر في أفضل المعاني، وهي معاني القرآن.
وإن ترجمان ذلك القلب- وهو لسانه- يكون قائماً بأفضل أعماله وهي البيان بأفضل كلام وهو القرآن.
وجوارحه- إذا لم يكن في صلاة- كانت محبوسة على قيام القلب واللسان بأفضل الأعمال، [1] أخرجه الترمذي في فضائل القرآن، باب 25، حديث 2926. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». [2] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 413) (باب في تعظيم القرآن، فصل في استحباب القراءة في الصلاة، حديث رقم 2243) وتتمته فيه: « ... والتسبيح أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جُنّة من النار».
نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 31