responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 189
وفيه أصول الأحكام وعللها.
وهكذا فيه كل ما يحتاج إليه المجاهد به في دين الله.
فيستفاد منها كما يستفاد من آيات أخرى غيرها، أن على الدعاة والمرشدين أن تكون دعوتهم وإرشادهم بالقرآن العظيم.

ميزان:
عندما يختلف عليك الدعاة، الذين يدعي كل منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر: من يدعوك بالقرآن إلى القرآن، ومثله ما صح من السنة لأنها تفسيره وبيانه، فاتبعه لأنه هو المتبع للنبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في دعوته وجهاده بالقرآن، والمتمثل لما دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من آيات القرآن.

نعمة ومنقبة:
قد سمّى الله تعالى الجهاد بالقرآن جهاداً كبيراً. وفي هذا منقبة كبرى للقائمين بالدعوة إلى الله بالقرآن العظيم. وفي ذلك نعمة عظيمة من الله عليهم حيث يسرهم لهذا الجهاد، حتى ليصح أن يسموا بهذا الإسم الشريف "مجاهدون". فحق عليهم أن يقدروا هذه النعمة، ويؤدوا شكرها بالقول والعمل، والإخلاص والصبر والثبات واليقين.
جعلنا الله والمسلمين منهم وحشرنا في زمرتهم أجمعين.
...
تعاقب الليل والنهار للتفكير والعمل
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)} [الفرقان: 62].

لما سأل المشركون بقولهم: {وما الرحمن}؟ كما يسألون عن المجهول! ذكر لهم القرآن ما يعرفهم به من عظيم آياته، وجلائل إنعاماته، التي هي من آثار رحمته؛ فذكر لهم بروج السماء، والشمس والقمر، ثم ذكر لهم تعاقب الليل والنهار.
{خلفة} يقولون: خلفت الفاكهة بعضها بعضاً خلفاً- بالتحريك وخلفة، إذا صارت خلفاً من الأولى. وخلف زيد عمراً يخلفه إذا جاء بعده في مكانه. فالخلفة مصدر. وهو لما كان على وزن فعلة دال على الهيئة كالركبة بمعنى الهيئة من الركوب، فالخلفة إذن هيئة من الخلوف. فإذا قلت: خلفه خلفاً أو خلوفاً .. فقد أردت مطلق الحدث، وإذا قلت: خلفه خلفة فقد أردت هيئة خاصة من المخلوف.
(التذكر) قبول التذكير، فإن مخلوقات الله مذكرات للعبد بربه. فتذكره هو قبوله ذلك التذكير، واعتباره واتعاظه به.

نام کتاب : تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست