نام کتاب : تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية جلد : 4 صفحه : 140
الجمهور هو اسم الجبل كما تقول جبل أحد، وسَيْناءَ، اسم مضاف إليه الجبل، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير «سيناء» بكسر السين، وقرأ الباقون وعمر بن الخطاب «سيناء» بفتح السين، وكلهم بالمد، فعلى فتح السين لا ينصرف الاسم بوجه، وعلى كسر السين فالهمزة كهمزة حرباء ولم يصرف في هذه الآية لأنه جعل اسم بقعة أو أرض، وقرأ الجمهور، «تنبت» بفتح التاء وضم الباء فالتقدير تنبت ومعها الدهن كما تقول خرج زيد بسلاحه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو «تنبت» بضم التاء واختلف في التقدير على هذه القراءة، فقالت فرقة الباء زائدة وهذا كقوله وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195] وهذا المثال عندي معترض وإن كان أبو علي ذكره وكقول الشاعر: [الرجز]
نحن بني جعدة أرباب الفلج ... نضرب بالبيض ونرجو بالفرج
ونحو هذا. وقالت فرقة: التقدير «تنبت» جناها ومعه الدهن فالمفعول محذوف قاله أبو علي الفارسي أيضا وقد قيل نبت وأنبت بمعنى فيكون الفعل كما مضى في قراءة الجمهور والأصمعي ينكر البيت ويتهم قصيدة زهير التي فيها أنبت البقل، وقرأ الزهري والحسن والأعرج «تنبت» برفع التاء ونصب الباء قال أبو الفتح هي باء الحال أي تنبت ومعها دهنها وفي قراءة ابن مسعود تخرج بالدهن وهي أيضا باء الحال وقرأ زر بن حبيش «تنبت» بضم التاء وكسر الباء «الدهن» بحذف الباء ونصبه وقرأ سليمان بن عبد الملك والأشهب «بالدهان» بالألف والمراد في هذه الآية تعديد نعمة الزيت على الإنسان وهي من أركان النعم التي لا غنى بالصحة عنها ويدخل في معنى الزيتونة شجر الزيت كله على اختلافه بحسب الأقطار وقرأت فرقة، «وصبغ» ، وقرأت فرقة «وأصباغ» بالجمع، وقرأ عامر بن عبد قيس، «ومتاعا للآكلين» ، قوله عز وجل:
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 21 الى 22]
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)
الْأَنْعامِ هي الإبل والبقر والضأن والمعز و «العبرة» في خلقتها وسائر اخبارها، وقرأ الجمهور «نسقيكم» بضم النون من أسقى، ورويت عن عاصم، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر «نسقيكم» بفتح النون من سقى، فمن الناس من قال هما لغتان بمعنى، ومنهم من قال سقيته إذا أعطيته للشفة وأسقيته إذا جعلت له سقيا لأرض أو ثمرة ونحوه، فكأن الله تعالى جعل الأنعام لعبيده سقيا يشربون وينتجعون، وقرأ أبو جعفر «تسقيكم» بالتاء من فوق أي تسقيكم الأنعام، و «المنافع» الحمل عليها وجلودها وأصوافها وأوبارها وغير ذلك مما يطول عده، وْفُلْكِ
، السفن واحدها فلك الحركات في الواحد كحركات قفل والحركات في الجمع كحركات أسد وكتب.
قوله عز وجل: