responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير البغوي - ط دار طيبة نویسنده : البغوي، أبو محمد    جلد : 8  صفحه : 447
فَقَالَ: "خُذْهَا". فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى" إِلَى قَوْلِهِ: "إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى" [1] [سَعْيَ أَبِي] [2] الدَّحْدَاحِ وَالْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ النَّخْلَةِ.
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [يَعْنِي أَبَا] [3] الدَّحْدَاحِ، {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الثَّوَابِ] [4] {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} يَعْنِي الْجَنَّةَ، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ، {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} يَعْنِي الثَّوَابَ، {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} يَعْنِي النَّارَ.
{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) }

[1] انظر: ابن كثير: 4 / 520 - 521، الواحدي في أسباب النزول ص 523، والدر المنثور: 8 / 532 - 533.
[2] ساقط من "ب".
[3] زيادة من "أ".
[4] زيادة من "أ".
{لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) }
{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} الَّذِي بَخِلَ بِهِ، {إِذَا تَرَدَّى} قَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا مَاتَ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَأَبُو صَالِحٍ: هَوَى فِي جَهَنَّمَ. {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} يَعْنِي الْبَيَانَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ طَرِيقَ الْهُدَى مِنْ طَرِيقِ الضَّلَالِ، وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ، قَالَ: عَلَى اللَّهِ بَيَانُ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي مَنْ سَلَكَ الْهُدَى فَعَلَى اللَّهِ سَبِيلُهُ [1] كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ" (النَّحْلِ -9) يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ اللَّهَ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ الْقَاصِدِ.
وَقِيلَ مَعْنَاهُ: إِنَّ عَلَيْنَا لِلْهُدَى وَالْإِضْلَالَ كَقَوْلِهِ: "بِيَدِكَ الْخَيْرُ" (آلِ عِمْرَانَ -26) [فَاقْتَصَرَ عَلَى الْهُدَى لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ: "سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ" (النَّحْلِ -81) فَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الْحَرِّ وَلَمْ يَذْكُرِ الْبَرْدَ لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَيْهِ] [2] . {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} فَمَنْ طَلَبَهُمَا مِنْ غَيْرِ مَالِكِهِمَا فَقَدْ أَخْطَأَ الطَّرِيقَ. {فَأَنْذَرْتُكُمْ} يَا أَهْلَ مَكَّةَ، {نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى} أَيْ: تَتَلَظَّى، يَعْنِي تَتَوَقَّدُ وَتَتَوَهَّجُ. {الَّذِي كَذَّبَ} الرَّسُولَ، {وَتَوَلَّى} عَنِ الْإِيمَانِ. {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} يُرِيدُ بِالْأَشْقَى الشَّقِيَّ، وَبِالْأَتْقَى التَّقِيَّ.

[1] انظر: معاني القرآن للفراء: 3 / 271.
[2] ما بين القوسين ساقط من "ب".
نام کتاب : تفسير البغوي - ط دار طيبة نویسنده : البغوي، أبو محمد    جلد : 8  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست