responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 146
انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدّخل [1] ، ويسرها الله لذلك ليظهر آية نهيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه، وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة، فلم تطرقها الأمم.
فأما اليمن، وهو جنوبيّ الجزيرة، فأفسدت كلام عربه خلطة الحبشة والهنود على أنّ أبا عبيد القاسم بن سلّام، وأبا العبّاس المبرّد [2] قد ذكرا أنّ عرب اليمن من القبائل التي نزل القرآن بلغاتها.
قال ع [3] : وذلك عندي إنما هو فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن كالعرم [4] والفتّاح فأما ما انفردوا به كالزّخيخ [5] والقلّوب [6] ، فليس في كتاب الله منه شيء، وأما ما والى العراق من جزيرة العرب وهي بلاد ربيعة وشرقيّ الجزيرة، فأفسدت لغتها مخالطة الفرس والنّبط ونصارى الحيرة وغير ذلك، وأما الذي يلي الشام، وهو شماليّ الجزيرة، وهي بلاد آل جفنة وغيرهم، فأفسدها مخالطة الرّوم، وكثير من بني إسرائيل، وأما غربيّ الجزيرة، فهي جبال تسكن بعضها هذيل وغيرهم، وأكثرها غير معمور، فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات، لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم.
ويقوى هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب، وتجرّد أهل المصرين البصرة، والكوفة لحفظ لسان العرب، وكتب لغتها، لم يأخذوا إلا من هذه

[1] الدّخل: العيب والغش والفساد. ينظر «لسان العرب» (1342) .
[2] محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس المبرد، إمام العربية ب «بغداد» في زمانه، أخذ عن المازني، وأبي حاتم السجستاني، له كتاب «الكامل» ، و «المقتضب» ، و «إعراب القرآن» مات سنة 285 هـ.
ينظر: «بغية الوعاة» (1/ 269) ، و «أخبار النحويين البصريين» - لأبي السعيد الصيرفي- ص 105 ط. الاعتصام.
[3] «المحرر الوجيز» (1/ 46) .
[4] قيل: العرم: اسم الوادي (يعني الذي كان به سبأ) . وقيل: اسم الخلد الذي نقب السدّ حتى فتح وسال ماؤه، فغرق ديارهم وأهلك بساتينهم. وقيل: العرم: المسنّاة.
قال ابن الأعرابي: العرم والبرّ من أسماء الفأرة ... وقيل: العرم: المطر الشديد. وخصه بعضهم بالفأر الذكر، وهو الجراد أيضا.
ينظر: «عمدة الحفاظ» ، للسمين الحلبي أحمد بن يوسف ت 756 هـ، (3/ 78) ، و «تفسير غريب القرآن» ، ابن قتيبة الدينوري ص 355.
[5] الزّخيخ: النار، يمانية، وقيل: هي شدة بريق الجمر والحرّ والحرير لأن الحرير يبرق من الثياب.
ينظر: «لسان العرب» 1820.
[6] القلّيب، والقلّوب، والقلّوب، والقلوب، والقلاب: الذئب، يمانية. ينظر: «لسان العرب» 3715.
نام کتاب : تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست