نام کتاب : تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 904
{25 - 28} {أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
أي: أما امتننا [1] عليكم وأنعمنا، بتسخير الأرض لمصالحكم، فجعلناها {كِفَاتًا} لكم.
{أَحْيَاءً} في الدور، {وَأَمْوَاتًا} في القبور، فكما أن الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته، فكذلك القبور، رحمة في حقهم، وسترا لهم، عن كون أجسادهم بادية للسباع وغيرها.
{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} أي: جبالا ترسي الأرض، لئلا تميد بأهلها، فثبتها الله بالجبال الراسيات الشامخات أي: الطوال العراض، {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} أي: عذبا زلالا قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} مع ما أراهم الله من النعم التي انفرد الله بها، واختصهم بها، فقابلوها بالتكذيب. [1] في ب: أمامننا.
{20 -24} {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
أي: أما خلقناكم أيها الآدميون {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} أي: في غاية الحقارة، خرج من بين الصلب والترائب، حتى جعله الله {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} وهو الرحم، به يستقر وينمو.
{إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ} ووقت مقدر.
{فَقَدَرْنَا} أي: قدرنا ودبرنا ذلك الجنين، في تلك الظلمات، ونقلناه من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى أن جعله الله جسدا، ثم نفخ فيه الروح، ومنهم من يموت قبل ذلك.
{فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [يعني بذلك نفسه المقدسة] حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافقا للحمد [1] .
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات. [1] في ب: لأن قدره تابع لحكمته موافق للحمد.
ثم أجاب بقوله: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} [أي:] بين الخلائق، بعضهم لبعض، وحساب كل منهم منفردا، ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي: يا حسرتهم، وشدة عذابهم، وسوء منقلبهم، أخبرهم الله، وأقسم لهم، فلم يصدقوه، فاستحقوا [1] العقوبة البليغة. {16 - 19} {أَلَمْ نُهْلِكِ الأوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
أي: أما أهلكنا المكذبين السابقين، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين، وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه [2] ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون؟
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما شاهدوا من الآيات البينات، والعقوبات والمثلات. [1] في ب: فلذلك استحقوا. [2] في ب: عقابه.
{29 - 34} {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ * لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
هذا من الويل الذي أعد [للمجرمين] للمكذبين، أن يقال لهم يوم القيامة: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} ثم فسر ذلك بقوله: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} أي: إلى ظل نار جهنم، التي تتمايز في -[905]- خلاله ثلاث شعب أي: قطع من النار أي: تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به.
{لا ظَلِيلٍ} ذلك الظل أي: لا راحة فيه ولا طمأنينة، {وَلا يُغْنِي} من مكث فيه {مِنَ اللَّهَبِ} بل اللهب قد أحاط به، يمنة ويسرة ومن كل جانب، كما قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}
{لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين}
ثم ذكر عظم شرر النار، الدال على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال:
{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة، لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى [1] ، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها [من الأعمال المقربة منها] .
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [1] في ب: كريهة المنظر.
نام کتاب : تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 904