نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر نویسنده : الطبري، أبو جعفر جلد : 2 صفحه : 242
وقال آخرون: بل قوله: (يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) كقوله: (جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) ولا إرادة له. قالوا وإنما أريد بذلك أنه من عظم أمر الله، يرى كأنه هابط خاشع من ذل خشية الله، كما قال زيد الخيل:
بجمع تضل البلق في حَجَراته ... ترى الأكْمَ منه سجدا للحوافر (1)
وكما قال سويد بن أبي كاهل يصف عدوا له:
ساجد المنخر لا يرفعه ... خاشع الطرف أصم المستمع (2)
يريد أنه ذليل. (3)
وكما قال جرير بن عطية:
لما أتى خبر الرسول تضعضعت ... سور المدينة والجبال الخشع (4)
* * *
وقال آخرون: معنى قوله: (يهبط من خشية الله) ، أي: يوجب الخشية لغيره، بدلالته على صانعه، كما قيل:"ناقة تاجرة"، إذا كانت من نجابتها وفراهتها تدعو الناس إلى الرغبة فيها، كما قال جرير بن عطية:
(1) مضى هذا البيت في هذا الجزء: 2: 104 وورد هنا"ترى الأكم فيها" والصواب ما أثبته، كما مضى آنفًا، وفي الأضداد لابن الأنباري"منها" مكان"فيها".
(2) المفضليات: 407، والأضداد لابن الأنباري: 257. من قصيدته المحكمة. و"ساجد" منصوب إذ قبله، في ذكر عدوه هذا: ثم ولى وهو لا يحمى استه ... طائر الإتراف عنه قد وقع
وفي الأصل المطبوع: "إذ يرفعه"، وهو خلل في الكلام. وأثبت ما في المفضليات، ورواية ابن الأنباري: "ما يرفعه". . يقول أذله فطأطأ رأسه خزيا، وألزم الأرض بصره، وصار كأنه أصم لا يسمع ما يقال له، فهو لا حراك به، مات وهو حي قائم، لا يحير جوابا. ولذلك قال بعده: فر مني هاربا شيطانه ... حيث لا يعطى، ولا شيئا منع
(3) هذه الجملة كانت قبل البيت، فرددتها إلى حيث ينبغي أن ترد.
(4) سلف هذا البيت وتخرجه في هذا الجزء 2: 17، وروايته هناك "خبر الزبير"، وهي أصح وأجود.
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر نویسنده : الطبري، أبو جعفر جلد : 2 صفحه : 242