responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 12  صفحه : 334
قال أبو جعفر: وفي هذا بيان واضح على فساد ما يقول القدرية، [1] من أن كل من كفر أو آمن فبتفويض الله أسبابَ ذلك إليه، [2] وأن السبب الذي به يصل المؤمن إلى الإيمان، هو السبب الذي به يصل الكافر إلى الكفر. وذلك أنّ ذلك لو كان كما قالوا: لكان الخبيث قد قال بقوله: (فبما أغويتني) ،"فبما أصلحتني"، إذ كان سبب"الإغواء" هو سبب"الإصلاح"، وكان في إخباره عن الإغواء إخبارٌ عن الإصلاح، ولكن لما كان سبباهما مختلفين، وكان السبب الذي به غوَى وهلك من عند الله. أضاف ذلك إليه فقال: (فبما أغويتني) .
* * *
وكذلك قال محمد بن كعب القرظي، فيما:-
14363- حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا زيد بن الحباب قال، حدثنا أبو مودود، سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: قاتل الله القدريّة، لإبليس أعلمُ بالله منهم!
* * *
وأما قوله: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) ، فإنه يقول: لأجلسن لبني آدم"صراطك المستقيم"، يعني: طريقك القويم، وذلك دين الله الحق، وهو الإسلام وشرائعه. [3] وإنما معنى الكلام: لأصدَّن بني آدم عن عبادتك وطاعتك، ولأغوينهم كما أغويتني، ولأضلنهم كما أضللتني.
وذلك كما روي عن سبرة بن أبي الفاكه:- (4)
14364- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم

[1] ((القدرية)) هم نفاة القدر الكافرون به، وأما المؤمنون بالقدر، وهم أهل الحق، فيقال لهم ((أهل الإثبات)) ، وانظر فهارس المصطلحات والفرق فيما سلف.
[2] ((التفويض)) ، رد الأسباب إليه، وانظر بيان ذلك فيما سلف 1: 162، تعليق: 3 /11: 340، /12: 92، وهو مقالة المعتزلة وأشباههم.
[3] انظر تفسير ((الصراط المستقيم)) ، فيما سلف ص: 282، تعليق: 1، والمراجع هناك.
(4) في المطبوعة: ((سبرة بن الفاكه)) ، وأثبت ما في المخطوطة، وهو صواب. انظر التعليق التالي ص 335، تعليق: 2:
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 12  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست