قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} عطف بيان لقوله تعالى: {الصراط المستقيم} ؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} . [النساء: 69] .
قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} : هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به.
قوله تعالى: {ولا الضالين} : هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به.
واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرة كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون.
الوجه الثاني: أن القارىء يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارىء حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارىء، وأن
نام کتاب : تفسير العثيمين: جزء عم نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 21