نام کتاب : تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة نویسنده : المَاتُرِيدي، أبو منصور جلد : 5 صفحه : 238
فيكون أحد التأويلين بالموعود في الآخرة، وهو بالإسلام يكون، والثاني بالموعود في الدنيا، وهو الفتح والنصر الذي ذكرناه.
وقوله: (غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ).
لما رأوا أنهم تركوا آباءهم وأولادهم وجميع شهواتهم، وبذلوا أنفسهم للقتال؛ ليسلم لهم دينهم؛ لذلك قالوا: (غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ) لما لم يكن خروجهم وبذلهم أنفسهم لذلك إلا إشفاقًا وخوفًا على دينهم، وطلبوا - لما بذلوا أنفسهم - حياة الأبد في الآخرة فقالوا: (غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ) واللَّه أعلم.
وقوله: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
أي: اعتمد على اللَّه في حرب بدر - على ما ذكر أهل التأويل - والنصر فيه.
وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ).
لا يعجزه شيء، يعز من يشاء بالنصر، ويذل من يشاء بالقتل والهزيمة.
أو يتوكل على اللَّه في كل أموره، ويكل إليه أموره، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
العزيز في هذا الموضع: هو الغالب، حكيم لما أمر بالقتل.
* * *