نام کتاب : تفسير النيسابوري = غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : النيسابوري، نظام الدين القمي جلد : 4 صفحه : 15
الله الكبير أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثياب الجسمية على وجه الروح كان يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ من حرمان النور المرشش ومن نقص الحرمان تحت ثياب القالب وَما يُعْلِنُونَ من ثني الصدور إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أي بما في الصدور من القلوب الظلمانية. وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها لأن كل حيوان له صفة مخصوصة ومزاج مخصوص وغذاؤه يجب أن يكون ملائما لمزاجه. فعلى ذمة كرم الله أنه كما خلق أجسادها على الأمزجة المتعينة يخلق غذاءها موافقا لمزاج كل منها، ثم يهديها إلى ما هو أوفق لها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها في العدم كيف قدرها مستعدة للصور المختصة بها وَمُسْتَوْدَعَها الذي تؤول إليه عند ظهور ما فيها بالقوة إلى الفعل. لِيَبْلُوَكُمْ فإن العالم بما فيه محل الابتلاء ومحك السعداء والأشقياء. وَلَئِنْ قُلْتَ للأشقياء موتوا عن الطبيعة باستعمال الشريعة ومزاولة الطريقة لتحيوا بالحقيقة فإن الحياة الحقيقية تكون بعد الموت عن الحياة الطبيعية لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ستروا حسن استعدادهم الفطري بتعلق الشهوات الفانية إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ أي كلام مموه لا أصل له. وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ عذاب البعد إِلى أُمَّةٍ إلى حين ظهور ذوق العذاب فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.